recent
أخبار ساخنة

البرلمان والشارع… من يمثل من؟ بقلم النائبة د /نيفين فارس

شيفاتايمز SHEFATAIMS




البرلمان والشارع… من يمثل من؟

بقلم النائبة د /نيفين فارس

في كل دورة برلمانية يطفو على السطح سؤال جوهري، يردده الناس في جلساتهم الخاصة وعلى منصات التواصل: هل البرلمان يعكس صوت الشارع حقا؟

وهل يستطيع الشارع أن يشعر بأن همومه تجد طريقها إلى قاعة المجلس حيث تصنع القوانين وتناقش السياسات؟


العلاقة بين البرلمان والشارع ليست علاقة سلطة ومحكوم، ولا علاقة متفرج بممثل يؤدي دورا.. إنها في أصلها علاقة شراكة ومسؤولية مشتركة. فالبرلمان لا يولد من فراغ، بل يتشكل من نبض الناس، من أصواتهم، من آمالهم التي يضعونها في صندوق الاقتراع، حين يختارون من يرونه قادرا على حمل أمانتهم. لكن التحدي الحقيقي يبدأ بعد الفوز، حين يجد النائب نفسه أمام معادلة دقيقة: كيف يوازن بين دوره التشريعي الرقابي الرفيع، وبين المطالب اليومية التي يحملها إليه المواطنون؟


في كثير من الأحيان، يشعر الشارع أن البرلمان بعيد، وأن صوت الناس لا يصل بالوضوح الكافي. وفي المقابل، يشعر بعض النواب أن الناس لا يرون ما ينجز داخل اللجان وغرف التشريع، وأن الإعلام لا ينقل الصورة كاملة. هنا تتسع الفجوة، ويتحول سوء الفهم إلى مسافة.

وتبدأ علاقة كان يفترض أن تكون علاقة ثقة، في التحول إلى علاقة تساؤل دائم.

لكن الحقيقة أن هذه الفجوة ليست قدرًا محتومًا.

العلاقة بين البرلمان والشارع يمكن إصلاحها بسهولة إذا توافرت الإرادة:

بنائب قريب من الناس، يسمع قبل أن يتكلم.

وبشارع يعرف أن مشاركته لا تنتهي عند باب اللجنة الانتخابية، بل تستمر في المتابعة والوعي والحوار.

وبإعلام مسؤول يعيد بناء الجسر بين الطرفين، لا أن يوسع المسافات.

البرلمان القوي لا يأتي إلا من شارع واعٍ، والشارع الآمن لا يأتي إلا من برلمان حاضر.

وعندما يصبح النائب مرآة للناس، ويصبح الناس سندا للنائب، تتحول السياسة من صراعات سطحية إلى عمل وطني حقيقي.

فنحن في النهاية أمام سؤال واحد:

إن لم يعبر البرلمان عن الناس… فعمن يعبر؟

وإن لم يحترم الناس صوت البرلمان… فكيف نصلح أي علاقة أخرى في الدولة؟

وهكذا يبقى الجسر بينهما مسؤولية مشتركة، تبنيه الكلمة الصادقة، والمشاركة الواعية، والإرادة التي ترى السياسة خدمة… لا سلطة.







البرلمان والشارع… من يمثل من؟

بقلم النائبة د /نيفين فارس

google-playkhamsatmostaqltradent