بقلم: أماني حسن علي – ماجستير التغذية وعلوم الأطعمة
في السنوات الأخيرة أصبحت السوشيال ميديا، وخاصة تيك توك وإنستجرام، من أهم المصادر التي يلجأ إليها الشباب للحصول على نصائح غذائية سريعة، لكنها ليست دائمًا صحيحة أو مبنية على علم. هذا التدفّق الضخم للمحتوى خلق حالة من “ثقافة الدايت” التي تركز على شكل الجسم أكثر من صحة الجسم، وتُشجّع على تجارب غذائية قد تكون خطيرة على المدى الطويل.
تشير تقارير حديثة إلى أن نسبة كبيرة من الفيديوهات المتعلقة بالغذاء على تيك توك تدور حول إنقاص الوزن وأنظمة الحرمان من الطعام بدلًا من بناء عادات أكل متوازنة. كما أظهرت استطلاعات رأي أن نسبة ملحوظة من المراهقين والشباب يتأثرون فعلًا بما يشاهدونه ويجربون وصفات أو أنظمة غذائية فقط لأنها “تريند” وليست مناسبة لاحتياجات أجسامهم.
التركيز المفرط على إنقاص الوزن السريع يرتبط بمخاطر مثل نقص العناصر الغذائية وضعف المناعة واضطرابات الأكل، في حين تؤكد الاتجاهات العلمية الحديثة في التغذية على أهمية الحمية المتوازنة الغنية بالبروتين عالي الجودة، والألياف، والأطعمة النباتية الكاملة. كما تسلط تقارير التغذية لعام 2025 الضوء على التحول نحو تغذية تهتم بالصحة العامة وطول العمر، وليس مقاس الملابس أو رقم الميزان فقط.
نصائح عملية للشباب لمواجهة التريند
التحقّق من مصدر المعلومة الغذائية والتأكد أن من يقدم النصيحة مختص معتمد في التغذية أو علوم الأطعمة.
التركيز على عادات بسيطة مستدامة مثل الإكثار من الخضروات والفواكه، اختيار مصادر بروتين جيدة، وتقليل الأطعمة فائقة التصنيع بدلًا من اتباع حميات قاسية مؤقتة.
استخدام السوشيال ميديا كوسيلة إلهام للوصفات الصحية فقط، مع الرجوع لأخصائي تغذية قبل تطبيق أي حمية جديدة خاصة في سن المراهقة أو مع وجود أمراض مزمنة.