هل انت كذبة?????!!!
(الكذبة التي لم تكن كذبة)
بقلم / نيفين فارس
أحيانًا، أجد نفسي أمام المرآة، أُحدق في وجهي طويلًا، كأنني أبحث عن شيء نسيته داخلي منذ زمن.
أرى ملامحي تتحرك، تبتسم، تتكلم، لكنها لا تشبهني.
ويخطر لي خاطر مرآ: هل أنا حقًا من أظن أني؟ أم أني مجرد صورة رسمتها الأيام، وأقنعت نفسي أنها أنا؟
هناك لحظات لا يمكن تفسيرها...
لحظات تشعر فيها أنك كذبة، لا لأنك تخدع الآخرين، بل لأنك فقدت الاتصال بجوهرك الحقيقي.
كأن الحياة جردتك من “أنت”، واستبدلتها بنسخة متعبة، تسير على الأرض لتؤدي دورًا لم تختاره.
أُفكر أحيانًا،،،
هل الإنسان كذبة حين يتظاهر بالقوة وهو مكسور؟
هل يكون زائفًا حين يضحك وهو يحمل في داخله نهرًا من الحزن؟
أم أن هذا هو شكل الصدق الإنساني؟ صدق ممزوج بالخوف، بالنجاة، بالتجمل؟
كلنا نرتدي أقنعة، لا لنخدع، بل لنحمي ما تبقى من أرواحنا.
نخفي الصدق كي لا يساء فهمه، ونخفي الألم كي لا يستهان به.
ومع ذلك، حين نغفو ليلًا، تعود الحقيقة إلينا بهدوء.
تجلس إلى جوارنا، تهمس لنا: "أنت لست كذبة، أنت فقط مرهق من محاولاتك أن تكون صادقًا في عالم لا يحتمل الصدق."
الإنسان ليس زيفًا.
هو خليط من محاولات فاشلة للصدق، ونجاحات صغيرة في النجاة.
هو بحث دائم عن معنى، حتى لو تاه الطريق.
هو كائن يحاول أن يصدق نفسه، رغم كل الأصوات التي تخبره أنه لا شيء.
وأحيانًا، تكون أجمل لحظات الصدق حين نعترف بأننا لا نعرف من نحن.
حين نتوقف عن التمثيل، لا لنكشف ضعفنا، بل لنعترف أن الضعف جزء من حقيقتنا.
إننا لسنا كذبة.
نحن فقط بشر، نحاول أن نتنفس بين الزيف والصدق، بين الوهم والحقيقة،
نحاول أن نعيش كما نحن، دون أن ننهار من ثقل الحقيقة، ودون أن نضيع في خفة الكذب.
هل انت كذبة?????!!!
(الكذبة التي لم تكن كذبة)
بقلم / نيفين فارس

