بقلم/ أسماء مالك - مدير مكتب أسوان
وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر مساء الأحد في زيارة رسمية لجمهورية مصر العربية. تستمر لثلاثة أيام، جاءت في إطار تعزيز العلاقات الثنائية معا وقد صاحبت الزيارة جولة حافلة بالمناطق التاريخية والثقافية، حيث اختار الرئيس الفرنسي أن يتعرف عن قرب على تراث مصر العريق وسط أجواء شعبية دافئة، وذلك برفقة نظيره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
بدأت الجولة في قلب القاهرة، حيث قام الرئيس السيسي بمرافقة ماكرون في جولة بعبق التاريخ عبر أزقة سوق خان الخليلي التاريخي.
وقد شهدت الشوارع احتفالات وترحاباً حاراً من قبل المواطنين الذين عبّروا عن فخرهم بانتمائهم لثقافة مصرية أصيلة. وفي تغريدة نشرها على منصة "إكس"، شكر ماكرون الشعب المصري والرئيس السيسي على الاستقبال الحار والطاقات الإيجابية التي شهدتها الزيارة، مشيراً إلى أن هذه اللمسة الإنسانية تؤكد عمق الصداقة بين البلدين .
كما لم تخلُ الزيارة من استكشاف معالم مصر الحضارية؛ فقد قام الرئيس الفرنسي بجولة داخل المتحف المصري الكبير الذي سيُفتتح رسمياً قريباً. وقد أتيحت له الفرصة للإطلاع على مجموعة نادرة من القطع الأثرية التي تروي تاريخ مصر الفرعوني العريق، مما يعكس اهتمام البلدين بالمحافظة على التراث الثقافي وتعزيزه .
لم تقتصر الزيارة على الجوانب الثقافية فحسب، بل حملت أيضاً طابعاً اقتصادياً وسياسياً مميزاً. حيث من المقرر عقد قمة ثلاثية بمشاركة الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي وما يقبله العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لمناقشة التطورات في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما الوضع في قطاع غزة. وشملت الزيارة أيضاً توقيع عدد من الاتفاقيات والمذكرات التفاهم التي تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات الصحة والنقل والطاقة المتجددة والتعليم والبحث العلمي، إضافة إلى تعزيز الاستثمارات الفرنسية التي تجاوزت قيمتها 7.2 مليار دولار وتوقعات بارتفاعها خلال العام الجاري .
وقد شهدت الاجتماعات حضور وزراء من عدة وزارات فرنسية، مما يعكس عمق الاهتمام الفرنسي بتوطيد العلاقات الاستراتيجية مع مصر والعمل على تجاوز التحديات الإقليمية المشتركة.
على صعيد التصريحات الرسمية، عبّر الرئيس الفرنسي عن امتنانه لاستقبال الشعب المصري وكرم ضيافته، حيث أكد في تغريدته أن الاستقبال الحار والتفاعل الشعبي في خان الخليلي يعد رمزاً للصداقة المتينة بين مصر وفرنسا . كما أظهرت الصور ومقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي مدى انسجام الزيارة وروحها الدبلوماسية، حيث تم تسليط الضوء على لحظات تواصل إنساني دافئ بين الرئيسين وسط أجواء من الفخر الوطني والتقدير المتبادل .
تأتي زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لمصر في وقت يشهد تحولات إقليمية عدة، لتشكل نقطة تحول في العلاقات الثنائية بين البلدين. إذ جمعت الزيارة بين تعزيز الروابط الثقافية والتاريخية وبين طرح آفاق تعاون اقتصادي واستراتيجي واسع النطاق، مما يعد بمستقبل مشرق للتعاون المصري الفرنسي في مختلف المجالات.
وبينما تستمر الزيارات والمباحثات الرسمية، يبقى الأثر الإيجابي للترحيب الحار واللقاءات الودية شاهداً على عمق الصداقة والتفاهم المتبادل بين مصر وفرنسا.