"الدعوة الإلكترونية.. انطلاقة جديدة نحو التميز بمديرية أوقاف القاهرة"
حسين السمنودي
في عصر تتسارع فيه التكنولوجيا وتتغلغل في جميع جوانب الحياة، أصبح من الضروري أن تكون الدعوة الإسلامية حاضرة بقوة على الساحة الرقمية، لمواجهة التحديات الفكرية والثقافية التي تتعرض لها المجتمعات. وفي هذا الإطار، عقد فضيلة الدكتور خالد صلاح الدين، مدير مديرية أوقاف القاهرة، اجتماعًا مهمًا اليوم الأحد الموافق 5 يناير 2025 مع مسؤولي الدعوة الإلكترونية بالإدارات الفرعية، تنفيذًا لتوجيهات معالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الذي يولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير منظومة العمل الدعوي باستخدام الوسائل الحديثة.
رؤية عصرية للدعوة الإلكترونية
جاء هذا الاجتماع ليؤكد أن الدعوة الإلكترونية ليست مجرد منصة تواصل أو وسيلة إضافية، بل هي جزء أصيل من استراتيجية وزارة الأوقاف لتحقيق أهدافها الدعوية. إن صفحة الإمام الإلكترونية ليست مجرد مساحة شخصية، بل هي ترجمة حقيقية لشخصيته، وانعكاس لثقافته وفكره الوسطي المستنير. وهي بذلك تمثل منبرًا دعويًا فعالًا يصل إلى شرائح واسعة من المجتمع، خاصة فئة الشباب، التي باتت تعتمد بشكل كبير على وسائل التواصل الحديثة في تلقي المعلومات والأفكار.
محاور الاجتماع الرئيسية
خلال الاجتماع، ناقش الدكتور خالد صلاح الدين عدة محاور رئيسية، كان أبرزها:
1. وضع خطة عمل إلكترونية شاملة: لتحقيق الانضباط الإداري والتواصل الفعّال بين الإدارات الفرعية.
2. تحري الدقة في نقل المعلومات: لضمان المصداقية في الرسائل الدعوية المنشورة عبر المنصات الرقمية.
3. تطوير مهارات مسؤولي الدعوة الإلكترونية: عبر تقديم تدريبات دورية وورش عمل متخصصة في إدارة الصفحات والتعامل مع الجمهور.
4. تفعيل دور الإمام الرقمي: باعتبار صفحته الإلكترونية امتدادًا لمنبره الدعوي في المسجد، ووسيلة فعالة لنشر الوعي الديني الوسطي.
التكنولوجيا.. سلاح لمواجهة الفكر المتطرف
أكد الاجتماع أيضًا أن الدعوة الإلكترونية ليست رفاهية بل ضرورة ملحة في ظل انتشار الأفكار المتطرفة عبر الفضاء الإلكتروني. ومن هنا جاء التأكيد على ضرورة تكثيف الجهود لاستخدام الوسائل الرقمية بشكل فعّال لمواجهة الشائعات والأفكار الهدامة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، ونشر الفكر المستنير الذي يدعو إلى التسامح والتعايش بين البشر.
التكامل بين الدعوة الميدانية والإلكترونية
أوضح فضيلة الدكتور خالد صلاح الدين أن التكامل بين الدعوة الميدانية والإلكترونية أمر ضروري، فلا يمكن أن تحل التكنولوجيا محل الخطاب المباشر في المساجد، ولكنها تعد وسيلة داعمة تعزز من انتشار الرسائل الدعوية وتصل إلى شرائح جديدة من المجتمع.
ختام الاجتماع.. دعاء بالتوفيق والسداد
اختُتم الاجتماع بدعاء خالص من فضيلة الدكتور خالد صلاح الدين، سائلًا الله تعالى أن يوفق الجميع لخدمة الإسلام والمسلمين، وأن تكون هذه الجهود الإلكترونية خطوة مباركة في مسيرة وزارة الأوقاف نحو تحقيق أهدافها السامية في نشر قيم الوسطية والاعتدال.
إن هذا الاجتماع يمثل نقطة تحول هامة في مسار الدعوة الإلكترونية بمديرية أوقاف القاهرة، حيث يجسد رؤية الوزارة الطموحة نحو الاستفادة المثلى من التكنولوجيا، وبناء كوادر دعوية قادرة على تحقيق الأهداف الدعوية بأسلوب حديث وفعّال.