recent
أخبار ساخنة

قانون اليقين بالله: مفتاح النجاح والسلام الداخلي /شيفاتايمز

 






قانون اليقين بالله: مفتاح النجاح والسلام الداخلي


د/حسين السمنودي 


اليقين بالله هو أحد أعظم القوانين الروحية التي تعزز الإيمان وتجعل الإنسان يتخطى التحديات بشجاعة وثبات. إنه ليس مجرد شعور، بل هو حالة من الثقة الكاملة والتسليم بأن الله عز وجل هو القادر على كل شيء، وأن أقداره كلها خير حتى لو بدت غير ذلك في ظاهرها.


اليقين بالله يعني الإيمان العميق بأن الله وحده هو المدبر والمتحكم في كل شيء، وأنه حكيم في أفعاله، عليم بحال عباده، ورحيم بهم. إنه اعتقاد ثابت لا يتزعزع بأن ما يكتبه الله للإنسان هو الأفضل له، حتى وإن لم يدرك ذلك في الوقت الحاضر.


الشخص الذي يثق بالله ويؤمن بحكمته لن يشعر بالخوف أو القلق بشأن المستقبل. فهو يعلم أن الله يدبر الأمور بأفضل طريقة ممكنة. وعندما تكون واثقاً بأن الله سيعينك على تحقيق أهدافك، فإنك تعمل بكل جهدك دون تردد، مما يخلق داخلك طاقة إيجابية تدفعك للنجاح.


اليقين بالله يعين الإنسان على الصبر عند الشدائد. فمن يعلم أن الله معه، لن يشعر بالوحدة أو الهزيمة. كما أن هذا اليقين يجعل الإنسان أقرب إلى ربه، حيث يطلب العون منه وحده، ويعمل على طاعته ورضاه.


للوصول إلى هذا اليقين، يمكن للإنسان التأمل في آيات الله والنظر إلى الكون وما فيه من دلائل على قدرته وعظمته. كما أن الإكثار من ذكر الله والتوجه إليه بالدعاء يعمق الشعور بأن الله يسمع ويستجيب. تدبر آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن رحمة الله وعدله وحكمته يساعد أيضاً في تعزيز اليقين. إضافة إلى ذلك، كلما مررت بتجربة صعبة ورأيت كيف أن الله أخرجك منها بلطفه، زاد يقينك برحمته وقدرته.


هناك أمثلة كثيرة من قصص الأنبياء تدل على اليقين بالله. إبراهيم عليه السلام عندما أُلقي في النار، لم يشك لحظة أن الله سينجيه، فجعل الله النار برداً وسلاماً عليه. هاجر أم إسماعيل، عندما تركها إبراهيم عليه السلام في الصحراء مع طفلها، قالت بثقة: "إذا كان الله قد أمرك بهذا فلن يضيعنا." فجاء الفرج من الله بماء زمزم. النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عندما كان في الغار مع أبي بكر، قال: "لا تحزن إن الله معنا"، ونجاهما الله من المشركين.


اليقين بالله هو مصدر القوة الحقيقية في الحياة. هو الذي يمنحنا الثبات أمام العواصف، والثقة أمام المجهول. عندما نعيش بهذا القانون، ندرك أن الله معنا دائماً، يحمينا ويرعانا، ويدبر لنا الخير حتى وإن لم نرَ ذلك على الفور. فلنتعلم أن نثق بالله في كل خطوة، ونسلم له أمرنا، فهو أرحم بنا من أنفسنا.

google-playkhamsatmostaqltradent