"حسن الظن بالله طمأنينة وثقة"
بقلم/ أشـــــــرف عبدالعال
يعتبر حسن الظن بالله من أعظم الفضائل التي تعبر عن إيمان العبد وثقته برحمة الله وعدله. وهو شعور داخلي يعكس إيمان الإنسان بأن الله سبحانه وتعالى لن يخذله في الدنيا ولا في الآخرة، وأن ما يجري في حياته هو لحكمة إلهية، سواء فهم العبد هذه الحكمة أم لا.
حسن الظن بالله يعني أن يؤمن المؤمن بأن الله يقدر له الخير في كل ما يحدث له، وأن الله هو الرحمن الرحيم الذي لا يظلم عباده. هذا الشعور ينبع من اليقين بصفات الله الحسنى، كالعلم المطلق والعدل الكامل والرحمة الواسعة. فهو توجيه العقل والقلب نحو الإيمان بأن الله لن يُسيء إلى عباده، ولن يقدر لهم إلا ما فيه الخير والصلاح.
حسن الظن بالله يمنح المؤمن طمأنينة وسكينة، ويخفف عنه هموم الحياة وأثقالها. فهو يدرك أن الله يدبر له أمره بحكمة، حتى وإن كانت الأمور تبدو عسيرة. هذا الإيمان يزيل الخوف من المجهول ويزرع في النفس الأمل والراحة النفسية، لأن المؤمن يعلم أن الله هو القادر على كل شيء وأن رحمته تشمل كل شيء.
عندما يدعو المؤمن ربه، ينبغي أن يدعو بقلب موقن بالإجابة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" (رواه الترمذي). فالمؤمن الذي يحسن الظن بالله يدرك أن الله يسمع دعاءه ويستجيب له بالطريقة التي يراها الأنسب له، سواء في الدنيا أو الآخرة.
من أهم مظاهر حسن الظن بالله أن يظل المؤمن راضياً وصابراً عند الابتلاء. فالمصائب والشدائد ليست بالضرورة عقاباً، بل قد تكون امتحاناً أو وسيلة لرفع الدرجات أو تكفير الذنوب. لذلك، يجب على المؤمن أن يحسن الظن بربه ويعتقد أن الله لا يريد له إلا الخير، وأن كل ما يمر به من صعوبات له مغزى وحكمة.
التوكل على الله يعتمد بشكل كبير على حسن الظن به. فالمؤمن الذي يحسن الظن بالله يتوكل عليه في كل شؤونه، ويعتمد على قوته وحكمته في تحقيق الخير له. قال تعالى: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه"
حسن الظن بالله يعزز هذا التوكل ويقوي الإيمان بأن الله سيكفي عبده ويغنيه.
يخفف حسن الظن بالله عن الإنسان الكثير من القلق والتوتر الناتج عن الشكوك والخوف من المستقبل.
يعزز الإيمان بأن الله لن يترك عبده، وأنه الرحيم الحكيم.
يساعد المؤمن على تقبل كل ما يمر به من أحداث بطمأنينة ويقين بأن كل شيء لحكمة إلهية.
يعيش المؤمن بحسن الظن بالله حياة مليئة بالسلام الداخلي، بعيداً عن القلق والخوف من المجهول.
حسن الظن بالله فضيلة عظيمة تؤدي إلى راحة النفس وسعادة القلب، وتعد أساساً قوياً للعلاقة بين العبد وربه. فعندما يحسن الإنسان الظن بربه، يدرك أن كل ما يحدث له من خير أو شر هو في مصلحته، ويظل قلبه مليئاً باليقين بأن الله رحيم وعادل ولن يخذله.
"الله ولي التوفيق"