ذكريات من قلب معركة أكتوبر المجيدة
بقلم / نورا عواجة
في إطار الاحتفالات بذكرى نصر أكتوبر المجيد، كان لنا شرف اللقاء بأحد أبطال المعركة، الأستاذ عبد الله نوبي محمود، موجه عام ميكانيكا بالتربية والتعليم سابقًا، وعريف مؤهلات بالقوات المسلحة. رقم تجنيده العسكري 5836964، وقد خدم في قوات الدفاع الجوي أثناء حرب أكتوبر. تحدثنا معه عن رحلته في الجيش وتجربته خلال الحرب، والتحديات التي واجهها.
البداية: التجنيد والتدريب تم تجنيد الأستاذ عبد الله نوبي في 7 يناير 1973 بمركز تجنيد أسيوط، ومن ثم نُقل إلى مركز العزل ومنه إلى معسكر "حليمة" بالزيتون. بعدها، انتقل إلى "اللاهُور" ببني سويف حيث قضى فترة تدريب أساسية لمدة أربعة أشهر (يناير-أبريل)، تعلّم خلالها مهارات مثل الخطوة العسكرية وفك وتركيب السلاح الآلي "7.62" ملم، وهو رشاش روسي الصنع ذاتي التعمير.
بعد انتهاء تلك الفترة، نُقل إلى فرقة الدفاع الجوي في المعمورة بالإسكندرية للتدريب المتقدم لمدة أربعة أشهر إضافية (مايو-أغسطس). شمل التدريب التعامل مع الطائرات المصرية، بما في ذلك طائرات "الفانتوم" و"الميراج"، بمشاركة مجموعات من الرماة والإشارة والمراقبين الجويين.
دخلنا تانى يوم على الشاطيء الغربي للقناه
وكنت ضمن مجموعه 30 جندى
اتصابت منهم 3 بسبب نيران صديقه من الأسلحة المصرية ..بعدها عبرنا من الغرب إلى الشرق بقوارب مطاطه..وقتها لقينا الصاعقة والمظلات والمشاة والمشاة الميكانيكي كانوا أنهوا تحطيم خط بارليف بعد الساعه 2 الضهر...
وبعد العبور فضلنا فى نفس المكان كذا شهر
فى عمليات استيلاء على مناطق مختلفه..
الصعوبات خلال الحرب عند سؤاله عن التحديات التي واجهها، قال الأستاذ عبد الله: "من أصعب ما واجهناه كان قلة الغذاء والماء. كنا نعيش أيامًا دون طعام أو شراب، ونضع الحصى الصغير تحت اللسان لمقاومة العطش." وأضاف: "وصل بنا الحال أن كنا نخشى هجومًا من الضفادع البشرية الإسرائيلية على الساتر الشرقي للقناة، ليتضح لاحقًا أنها مجرد نخلة تتحرك بفعل الرياح."
مفاجآت الحرب والخسائر عن الأحداث التي لم يكن يتوقعها، قال الأستاذ عبد الله: "أكثر ما فاجأني هو حالات الوفاة. فقدت سبعة من زملائي في الفرقة، بالإضافة إلى الإصابات." إلا أن النصر كان دائمًا هو الهدف الأسمى بالنسبة له، حيث يرى أن التضحية كانت جزءًا لا يتجزأ من المعركة.
التأثير الشخصي والانتصارات الحرب تركت أثرًا عميقًا في شخصية عبد الله نوبي. يقول: "النصر في أكتوبر هو الذي شكّلني. حتى الآن، وأنا في الثالثة والسبعين، إذا استدعيت للقتال سأذهب دون تردد." وعن الإنجازات التي حققها خلال المعركة، يفتخر بإسقاط طائرة وإصابة أخرى، ما يعدّ جزءًا من مساهمته في تحقيق النصر.
القيم والأمنيات عند الحديث عن المجتمع، عبّر عن قلقه من بعض الظواهر السلبية مثل تعدد الزوجات، انتشار المخدرات، وظاهرة قيادة التوكتوك بين الشباب دون تنظيم. وفيما يخص أمنياته، قال بحماس: "أتمنى تحرير القدس."
بهذا الحديث الصريح والمليء بالتفاصيل، يكشف البطل عبد الله نوبي محمود عن تجربته الفريدة في حرب أكتوبر المجيدة، ويُظهر الروح الوطنية التي لا تزال تسكن قلبه حتى اليوم.
ذكريات من قلب معركة أكتوبر المجيدة
بقلم / نورا عواجة