بداية جديدة / مصالحة مع النفس بقلم فاطمه مصطفى أ/ الصحه النفسية والعلاقات الاسريه
نتعرض خلال مراحل حياتنا للعديد من المواقف السلبية التى تسبب لنا مشاعر مؤذية و ضارة للصحة النفسية و مدى الاستقرار الداخلى و السلام النفسى لكل فرد ، و تختلف النتائج و مدى قوتها و ضعفها من فرد الى اخر حسب الشخصية و التنشئة الاجتماعية و مدى درجة الوعى و التعليم . و للاسف الكثير منا يتاثر تاثيرا سلبيا بهذه المواقف و يبدا فى التفكير برد الفعل و الرغبة الشديدة و الملحة بالانتقام بل و من الممكن احيانا يتحول الى شعور دموعى ( اعوذ بالله ) يخلق داخل صاحبه رغبة عدت حدود الانسانية بل تصنف ان الفرد تحالف مع الشيطان نفسه للتفريغ عن رغبته الملحة لارضاء النفس و اشباع الذات ، و من هنا نستطيع ان نقول ان الرغبة فى الانتقام تعد غضب من الله عز و جعل على الفرد نفسه ... و سوف نوضح فى هذا المقال بعض النقط التى سلط عليها علماء النفس و الاجتماع الضوء لكى نحافظ على سلامة انفسنا من الوقوع فى هذا الفخ .
تجاهل نهائى لكل مشاعر الغضب و اثارها السلبية و النتائج التى ترتبت عليها و اشغال نفسك بالعمل العمل الشاق حيث لا تجد فى يومك اى لحظة للتفكير السلبى .
العمل على القاء الضوء لنقاط الضعف و مواجهتها و تصحيح مسارها بعمل خطة مستهدفة و وضع فترة زمنية لانجازها لكل تنتهى و تتلاشى نهائى .
تصالحك و تسامحك انت اولا فى حق نفسك و عدم التأنيب المستمر لها و جلد الذات بالنفور و الغضب و تزايد السؤال لماذا انا .... كل هذا من تفكير الشيطان و اغوائة لك لكى تفقد ثقتك فى الله و فى نفسك و تسير معه فى طريق الانتقام .
عليك اولا و اخيرا التسليم و القبول التام ( برضا ) بتنفيذ ارادة الله سبحانه و تعالى و الثقة ان وراء كل حدث شرا او خيرا هو فى الاخر خيرا لك .
التقرب اكثر و اكثر الى الله بالذكر ( الاستغفار .. لا حول و لا قوة الا بالله ... التسبيح ) والعمل على زيادة الوصول الى قيام الليل و قراءة القران الكريم و سوف تحصل على نتائجها المدهشة فيما بعد .
التحدث مع نفسك و ذاتك بهدوء و تيسر و استرجاع ما لحق بك من ضرر لكى تتفادى الوقوع فيه مرة اخرى و قراءة المشهد ثانيا و لكن بطريقة مختلفة بعيد كل البعد عن مشاعر الغضب و الحزن و الخذلان لكن حذارى ان يخدعك عقلك الباطن او اللاواعى بانك ضعيف نتيجة ما نتج عنه من ضرر استفيد من الضرر و حوله الى دروس مستفادة و خبرة اكثر نضوج و حكمة ...اقوى سلاح و نجاح ان تنتصر على نفسك .
عدم الالتفات للماضى اى كان عيوبه او مميزاته فلقد مضى عليك دائما النظر الا الامام انت من يصنع المستقبل اسال نفسك ماذا تحب ان تكون فيما بعد ؟؟؟
هل انت راضى على نفسك سؤال لابد دائما تكراره حيث اذا كانت الاجابة صادقة فلقد تجاوزت ووصلت لحل يرضيك و يشبع ذاتك و تخلصت من المشاعر السلبية و لحظات الجنون .
مهما كان الوصول الى نتائج ايجابية او مرضية فى حالات الانتقام سوف تخسر كثيرا و كثيرا القاعدة تقول لا توجد حرب بلا خسائر حتى لو كنت انت الفائز و المنتصر نتيجة انتصارك خسرت من وقتك و مجهودك و تفكيرك كان الاولى به انت و ليس شخص اخر فكر بذكاء و نظرة الى المستقبل و ليس الى الخلف اخلق تفكيرك الايجابى بنفسك لنفسك .
مارس بعض الهوايات و اكتشف فى نفسك نقاط القوة و االعمل على تنميتها مثال بسيط القراءة تجعل منك شخص مثقف و مدرج للامور جيدا و قادر على اتخاذ القرارت الصائبة ، ممارسة الرياضة باستمرار تعيد توازنك و ثباتك الانفعالى و تشكل و تغير من فكرك و طريقة تعاملك حيث تزيد هرمون الاندروفين فى الجسم و هو المسئول على السعادة ، و ايضا تعيد ثقتك فى نفسك مرة ثانية عندما يبدا جسمك فى تشكيل نفسه من جديد ...دائما يحتاج الفرد عندما نظر الى المراة يكون فى احسن صورة .
اليقين التام بالله سبحانه و تعالى بانه مطلع على كل الامور قم بتفويضه هو فقط و سوف تكون النتيجة مدهشة ... يقول سبحانه و تعالى فى كتابه العزيز (من يعمل مثقال ذرة خيرا يرة و من يعمل مثقال ذرة شرا يرة ) ... ( و لا تحسبن ان الله غفلا عما يعمل الظلمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار ) ... ( و ان يسمك الله بضر فلا كاشف له الا هو ) ... ( افمن يتقى بوحهه سوء العذاب يوم القيمة و قيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون ) ... ( فاصبر على ما يقلون و سبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس و قبل غروبها و من ءاناى الليل فسبح و اطراف النهار لعلك ترضى ) كم هائل من الايات التى تحث على ان الله مطلع لكل شئ و كل ضرر يحدث لك وعدك اكثر من مرة بانك سوف تحصل على حقك بدون اى مجهود او تعب منك كل ما عليك التسليم الكامل و التسبيح هل بعد كلام الله كلام ....هل مازلت تحتاج الى ادلة و اثبات .....رب الكون و من معه مفاتيح الخلق يتحدث هل من مكذب له و العياذ بالله ؟؟؟؟
و هنا نصل الى نقطة التسامح و ليس الغفران ( و الفرق كبير بينهم ) عليك ان تعى و تفهم ذلك ، التسامح لك انت عزيزيئ القارى لكل تسعد بحياتك و تعيش فى مناخ صحى و سليم يسود الاستقرار النفسى و النظر الى مستقبلك و الى الامام دائما عليك ان تتعلم من اخطائك و تحول كل نقاط الضعف الى قوة و تعيد اكتشاف نفسك مرة اخرى و هذا اكبر انتصار لنفسك ....و عليك ان تتأمل ايات الله سبحانه و تعالى بقلبك قبل عقلك حتى تغفل عينيك عن كل اساءة او ظلم و تشعر براحة و رضى بان من وعدك بالحق و استرجاع الحقوق هو الله وحده فقد .
و اذا اقنعت عقلك الواعى و اللا واعى بهذه الخطوات البسيطة و كنت مؤمن بها قبل تنفيذها سوف تبدا فى مرحلة جديدة من حياتك مليئة بالسعادة و الرضا و الاستقرار و السعى دائما الى الافضل و الاحسن لك انت و ليس للاخرين و عليك دائما استحضار مقولة ( عدم الرد اقوى رد و فى نفس الوقت هو رد )
بدابة جديدة ....
بداية جديدة / مصالحة مع النفس بقلم فاطمه مصطفى أ/ الصحه النفسية والعلاقات الاسريه