recent
أخبار ساخنة

( احمد ابن ابريس الجزء الثاني ) بقلم دكتورة رشاضاهر

شيفاتايمز SHEFATAIMS
الصفحة الرئيسية

 


















( احمد ابن ابريس الجزء الثاني  )  بقلم دكتورة رشاضاهر





مقدمة

(إنه عالم مختل يا صديقي هيا بنا نستمتع ونبدع وسط كل هذا الهراء نضع لمساتنا المختلة حيناً الثائرة حيناً الناعمة أحياناً كثيرة هيا بنا نصنع نجم جديد )


ظل أحمد بين حين وٱخر يذهب للقصر يلعب في حديقته تهديه سيدة القصر ألعاب كثيرة تلعب معه يشاهد أفلام الكارتون وكانت توقف الفيلم من منتصفه وتطلب منه أن يتخيل باقي الأحداث فيبهرها بخياله كانت تعلمه اللغة الإنجليزية.... تهديه كتباً يقرأها بعد انتهائه من دراسته وجدته قاريء شره للمعرفة ....لم يخيب ظنها  ولم تخيب نظرتها لموهبته ...ظلت هكذا لعدة أعوام بعلم أهله... رغم الضيق والفقر سيظل هناك حلم إن لم نستطع تحقيقه لأنفسنا نرجوه  رغماً عنا  لمستقبل أبنائنا..

ذات يوم أخذت سيدة القصر قرار ظلت تفكر فيه طيلة أعوام ولم تنفذه إلا حينما اقتنعت تمام الإقتناع برغبتها في رعاية هذا الطفل وأن لديه الكثير. ربما رغبة في جعل حياتها ذات مغزي وربما لإشباع غريزة الأمومة داخلها ... 

دعت والديه للقصر استقبلتهم بحفاوة ... والعجيب أنهم لم ينبهرا بأي شيء شعورهم بمغزى المقابلة كان شيء كافي للاضطراب خاصة( الست راضية) .... وقد كان الأب ٱبيس يعلم جيداً من هي فقد قام بسؤال السفير عن شخصها وأخبره بأنها سيدة لم يرى مثلها في الإنسانية مثل والدها الذي كان صديق عزيز ولكنها لا تحب الإختلاط والظهور فقد كانت تخرج من باب خلفي للقصر يطل على شارع هادىء اجتناباً للبشر .. وكل ما يقال عن القصر هراء ومحض افتراء ...

جلسا أبيس وراضية على أريكة تتسع لأكثر من ستة أفراد ولكنها كانت تلتصق بزوجها وكأنها طفل خائف في زيارة لطبيب يختبيء بوالده  ويدها تتحسس باضطراب الرسومات البارزة علي قماش الأريكة ...صورة معلقة علي الحائط  لشاب مكسيكي يرتدي قبعة ويحمل بندقية صيد خيال أبيس يصور له أنه سيصوبها تجاهه وستنفذ أول طلقة لصدره حين تضعه مروة في قفص الإختيار   ...

 مروة الحسيني مرتدية ملابس بسيطة ( بنطال حريري أسود وبلوزة بيضاء وشعرها منساب بمنتهي الرقة والبساطة) كانت لاتريد أن تُشعرهم بالتعالي وربما لم تريد أي إبهار في المشهد حتي يمر بسلام... بدأت كلامها بالترحاب ثم قالت بمنتهى العطف بإبتسامتها الرقيقة ( انتوا أكيد عارفين أنا هطلب منكم إيه وليكوا حق الإختيار أنا مش هاكون أكتر من مجرد راعي لإبنكم هعامله كأم بس عمري ماهكون أمه يا راضية ) وممكن عشان اكون واضحة  خططي اني ٱخده يكمل تعليمه بره وعشان ميتعرضش لمضايقات من الورثة لأني بنت وحيدة لأهلي وفيه خلافات لأن والدي كتب لي كل أملاكه  أنا عايزة ذهنه يبقي فاضي لمستقبله وبس .. فكروا وردوا عليا وف كل الأحوال أنا مش هاكون زعلانة منكم ده ابنكم ف النهاية )

وبعد شد وجذب ومناقشات بين أبيس وزوجته .انتفضت راضية فجراً من مضجعها صائحة ( إصحي يا أبيس.. احنا نبقي ظلمة لو حرمناه من العيشة دي وهايفضل يسب ويلعن فينا لما يكبر لو عملنا كده وهي قالت انه هايجيلنا كتير وهاتجيب لنا بيت وتصرف علي تعليم البنات وتفتح لك محل بعيد عن هنا عشان اهلها ميضايقوناش وميعرفوش عننا حاجة )


بعد تفاصيل الوداع ودموعه بعد أن رتبت مروة كل الاوراق اللازمة بأسرع وقت عن طريق معارفها غادرت مع صغيرها إلي بلد عاشت نصف عمرها بها تعلم شوارعها ومواطن ضعفها وقوتها  تعلم عيوبها قبل مزاياها ....


(لندن )


تمتلك بيتاً فخماً تمتلك كل شيء ولكن كل شيء رتيب ممل ربما قررت أن تضيف بعض الضجيج لحياتها بهذا الصغير ..


بصوت هاديء جلست على ركبتيها ووضعت يديها على كتفي الصغير ونظرت اليه باسمة لتخبره بصوت هاديء لتخفف عنه فزعه  لفراق أبويه..


الٱن يا أحمد لابد أن أخبرك بأشياء  وقواعد يجب أن تعلمها جيداً... أنا لست أمك ولا  أسعي لتبني طفل رغم إحتياجي... أنا صديقتك جئت للعالم قبلك  بثلاثين عام..

ألم يخبرك أحد من قبل عن صانعي النجوم سأشرح لك (أنا لا أريد سوي أن أصنع نجم واحد وهو أنت ..لدي المال ولديك الكثير ... أعلم ذلك جيداً ... وافقت بمحض إرادتك للذهاب معي بعيداً فلا مجال للتراجع كما أخبرتك ونحن في بلدنا... ذلك ليس قسوة مني ولكني اريد مستقبلك باهر اريد طلتك وسط الجموع مبهرة مختلفة... أريد أن يشار إليك في المجالس بالعبقري الموهوب أريدك نجم ساطع....ستستمع لنصائحي ونتناقش إن لم يعجبك أمراً ما ....سأبذل قصاري جهدي معك انت تحتاجني وربما أنا احتاجك أكثر منك ربما تكون أنت الإنجاز العظيم الذي سيتذكرني به الناس بعد وفاتي ستكون ذكراي وامتدادي حتي لو لم أكن أمك ..ولتعلم يا صغيري إني أحبك كثيراً ..إذا قسوت عليك تذكر دائماً اني أحبك كثيراً )


أتم أحمد الثانية عشر من عمره وألحقته مروة بإحدي المدارس وكانت كأنها ترغب في مرور السنوات سريعاً ليلتحق بأعرق الجامعات لدراسة الأدب الإنجليزي..... 

وذات يوم عاد أحمد من مدرسته شارد الذهن ..جلس  يتناول طعام الغذاء معها كان يمسك بالشوكة وترتعش يداه شارداً وحين يفيق ينظر اليها وعيناه يملؤها تساؤلات عدة . وضعت يداها علي كفه الصغير قائلة ( ماذا بك؟ اهذا كان اتفاقنا سوياً من ازعجك بهذا القدر من الشرود) .... وضع رأسه علي الطاولة  باكياً بنحيب (  لا أعلم ماذا أخبر أصدقائي حينما سألوني عن علاقتي بك ... هل اخبرهم انك أمي فلا يوجد أي شبه بيننا لذلك دائمي السؤال بشرتي السمراء تفضحني  وتفضح سرنا ) .... سرنا؟ قالتها مروة وضحكت بصوت عال ملأ المكان لدرجة أنه ضحك والدموع تملأ عينيه ثم ضرب كتفها بكفه الصغير ضاحكا قائلا (لا تسخري مني ) ..... تنهدت ثم نظرت اليه قائلة برفق ( حبييي يا أحمد مفيش بينا سر ٱحنا مش سر أصلا ... بص لازم تتعلم حاجة مفيش كائن يجبرك إنك تحكي ومفيش حاجة مشينه أو  عيب .ثم ابتسمت (الاول عارف يعني ايه مشينه؟ فاكر الكلمة دي عدت علينا ف كام كتاب ثم ضحكت قائلة لو مش قادر تقول الحقيقة اللي إنت أصلا مش مجبر تقولها متقولهاش المهم انك متكدبش لمجرد انك تهرب من السؤال الكون كله ملوش دعوة بحياتك فاهمني ؟) ثم مسحت علي وجهه وقبلته برفق واشارت الي راسه قائلة(هذه الرأس محملة بأفكار وقراءات كافية ان تترفع عن كل الصغائر  كل العالم عنصري يا صديقي لابد أن تدرك تلك الحقيقة دائما كونك عربي كونك مختلف عنهم ف الديانة او لون البشرة كل شيء كل شيء  الحكمة والهدف أن تثبت لهم أنك تستطيع أن تحقق شيئاً لم يستطيعون تحقيقه لحظتها فقط تستطيع القول في وجوههم تباً لأفكاركم البالية كلهم أصحاب حروب ومجازر وقتلة أطفال وابرياء لايوجد طهر مطلق علي هذه الأرض  )


مرت أعوام تحدد له أوقات للقراءة أوقات للمذاكرة اوقات للهو... ساعة كل يوم يمسك قلمه واوراقه ويضع عليها أي افكار تدور برأسه..

كانت تجعله يشترك في كل مسابقات الأدب في مدرسته أو في أي مسابقة تنظم للكتابة وكان يفوز بجدارة

حتي أتم أحمد عامه الثامن عشر وأخبرته بالقواعد الجديدة 

شهور الدراسة  لي بمصاريفها بكل التزاماتها أما شهور الصيف لك أنا غير ملزمة بها فلتعمل وتبحث وتخوض الحياة بتجاربها ) 

كان يقضي الصيف مابين لندن يعمل ويشارك في كل الأنشطة الأدبية واستأجر استوديو صغير وكان يسافر مصر إلي أهله يعيش حياتهم ويعود ثانية...

كتب عن أحياء مصر الفقيرة وأبدع في تصوير الألم والفقر والقهر  كما أبدع في تصوير الثراء الفاحش والترف ... كان ظاهرة غير معتادة في الوسط الادبي كيف لشاب في مثل عمره يصور الحياتين بكل هذه البراعة ... حينما تراه تشعر أنه شاب راقي ولكنه بسيط المظهر غيرمتكلف بروح راقية  في تعاملاتها وذوقها وانسانيتها..كانت فخورة مروة به أشد الفخر لإعتزازه بمصريته وبيئته الفقيرة رغم فترات الثراء الطويلة التي عاشها معها غرزت بداخله معني الانتماء لأصله 

رغم التعلق الشديد بها إلا انها غرزت داخله صورة أمه وأبيه وانها صديقته وستجني من ورائه مكاسب ...كما ستعطي له سيعطي يوماً لحياتها معنى سامي فليس كل شيء يقاس بالمال

كانت مروة قارئه الأول لا ينشر قصة أو كتاب دون أخد رأيها الحقته بأعظم الجامعات ليدرس الأدب  وعلم النفس...غاص في أعماق النفس البشرية ..

أثناء زيارته لمصر كان يزور كل محافظاتها يصور البشر والبيئة يصادق الغني والفقير يضرب بأنوار عدسة عقله اللامع داخلهم يغوص ويغوص حتي يخرج بكتابات وابحاث عظيمة ..وحينما يغادر بلده تمنحه فرصة السفر لكل دول اوروبا ..عاش حياته مابين مقارنات ثقافات الشعوب وافكارهم وحروبهم وتأثير كل هذا على اسلوب حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم ... مر بالضيق المادي ومعاناته ومنحته مروة فرصة العيش وسط الثراء والأثرياء .. اصدر العديد من الكتب التي جعلته اسم لامع في الأوساط الثقافية سواء بمصر أو الخارج 

حتي أتم اول مشروع كان يحلم به عن قصة فيلم يجمع أبطال من كل شعوب العالم .. يحدثنا عن صراعات نفسية وعلمية لهذه الشعوب   وتضارب عاداتهم وأفكارهم ويختتم فيلمه بأننا جميعاً نحيا فوق نفس الأرض وجميعنا إنسان نكمل بعضنا الٱخر ويوجد منتصف يجب أن نتشابك جميعا ونلتقي عنده وإلا سنفني وتبتلعنا الأرض كأننا لم نكن ...


حينما انهي قصة فيلمه هاتفها وطلب منها أن تقابله أو يزورها وبالفعل أهداها قصته واخبرته انها سوف تقرأها جيدا وتخبره رأيها رغم انها كانت تعلم جيداً من لهفته ونظرة عينيه أنه تفوق علي نفسه    ...

وبالفعل حينما غادرته وذهبت لمنزلها أخدت تقرأ في صفحاته وعيناها تدمع وكأن حلمها تحقق فهو  قطعة من روحها وابنها الذي لم تنجبه.... وهاتفته بعد انتهائها من القراءة وانها ترغب في زيارته لها.... 

وفي تمام الثامنة مساءاً من اليوم التالي اتي  اليها وجلس أمامها في إنتظار رأيها فكانت امه ايضا الذي يخفي عنها تلك الشعور إحتراماً لقواعد وضعتها هي منذ اليوم الأول ولكن عيناه كانت تفضحه بانتمائه الشديد اليها وولائه لجميل حياته الذي اسدته اليه ....

جلست مروة أمامه لتخبره قائلة ( اشعر اليوم وكأنني أتممت رسالتي انا فخورة بك كل الفخر وسأنتج لك هذا الفيلم العظيم وبالفعل تحدثت إلي كل عناصر العمل وسنقابلهم سوياً لنتفق علي كل التفاصيل ..ووسط ذهوله وفرحته نهض من مكانه واحتضنها وقبل رأسها وتداركت دموعها قائلة بحزم ( يالا يا ولد روح بيتك بقي وجهز نفسك وكمان سيبني ٱخد أدويتي وأنام أنا مبقتش مروة اللي عندها ٣٥ سنة وضحك لها مازحاً (انت لسه مروة بس اللي عندها ٢٥ سنة كمان)


وبالفعل حدثت كل التفاصيل كما خططت لها وأفضل وتم تصوير الفيلم لمدة عام وتم توزيعه علي كل السينمات ف كل الدول واشترك في مهرجانات عدة وتم تكريمه في محافل دولية 

ولم يعكر صفوه سوي شيء واحد.. استقباله وهو بمنزله مكالمة من خادمة مروة تبكي بنحيب وتخبره بوفاتها ولابد أن يأتي سريعاً لأن وصيتها أن تدفن في مصر وهو من يقوم بدفنها تاركة رسالة اليه ومن ضمن وصيتها أن يذهب للقصر بعد دفنها ويقرأ الرسالة وبالفعل بعد أن أتم جميع المراسم ذهب للقصر وبدأ في قراءة الرسالة


(أحمد يا قطعة من روحي ابني الذي لم انجبه بعد التحية اعلم أنني اخبرتك سابقاً أنني لست أكثر من صديقة جاءت الدنيا قبلك بثلاثين عام .ولكني كنت كاذبة رغم أنني أخبرتك أن لا تكذب ولكن اغفر لي خطيئتي .. فقد كنت ابني ولست اهم شيء في حياتي بل كنت حياتي كلها كنت أحلم لك وارسم مستقبلك دفنت أحلامي بداخلك أنت حينما وجدت أن أحلامنا واحدة ولكني فضلتك علي نفسي كلما كان يعلو شأنك كان يعلو شأني كنت اريد ان اصرخ للعالم أجمع هذا ابني ولكن لا استطيع أن اسلب اصحاب الحق حقوقهم وهما أمك وأبوك  فقد منحاني فرصة العيش من جديد منحاني الهواء الذي أكمل به حياتي التي كانت قد انطفأت قبل وجودك بحياتي انقذاني من مرض الاكتئاب الذي كاد أن يلتهم عقلي وروحي ... اخبرتك أنني مجرد شخص سيرعاك ويساعدك ولكنك لن ترثني فأنا لست أمك ..  ولكني كنت كاذبة  كل شيء لك يا أحمد كل شيء ...أحمد  يا امتدادي الأعظم ربما حرمتك بعض الوقت ولكن الهام الكاتب لا يأتي إلا من رحم المعاناة فلو كنت حييت حياة الاثرياء للأبد كان مستحيل أن يولد هذا الكاتب والمفكر العبقري فاغفر لي إن قسوت يوماً عليك يا ولدي ..... وسأطلب من الله في الٱخرة أن نلتقي سوياً ولكن أم وابنها .. وأخبرتك أنني لم أستطيع منحك الثراء المترف... وحدك أنت من تستطع.. أتعلم يا ولدي أنك بالفعل مُنِحت كل الثراء المترف ولا أقصد المال ..فالمال لا يأتي بالسعادة الثراء الحقيقي هو الذي حصلت عليه بنفسك النجاح وحب الناس الحقيقي والسيرة الطيبة سأنتظرك كلما اتيحت لك الفرصة أن تأتي لزيارتي وتضع الزهور وتردد الدعاء لي ) 

بكي أحمد كالطفل القديم الذي كان خائف من جنية القصر  ولكنه اليوم بكي ليس خوفاً إنما لرحيل جنية القصر ....


مرت أشهر عديدة على وفاتها وجاء يوم تكريمه ببلده الذي كان يتمني أن تكون معه في مثل هذا اليوم ولكنها الأقدار  كان يرتدي بدلته الانيقة التي اهدته اياها مروة وكانت روحها وذوقها الراقي واضح وضوح الشمس في ثيابه وطريقة حديثه وتعاملاته مع البشر ...صعد علي المسرح وأمسك الميكروفون وكان أول كلامه

 ( بعد التحية سلامي واهدي  كل نجاحاتي  الي روحك الطاهرة أمي الغالية ربما لم يصاحب اسمك إسمي في شهادة ميلادي ولكن روحي ترتدي روحك منذ نعومة اظافري ...أنا ابن اسوان ابن ٱبيس وراضية من أطلقا عصفورهما لفضاء الله  ومنحوه فرصة لحياة خلابة وفي روحي تسري روح سيدة القصر مروة الحسيني أعظم فصل في حياتي بل هي كل فصول حياتي ...فصلي الأول وستظلين حتى كتابة كلمة النهاية وتوقيعي اْعظم كتاباتي ) 


ثم غادر المكان وقاد سيارة مروة المرسيدس القديمة ليغادر القاعة واخذ يقود والدموع تنهمر في عينيه ويعلو صوت أغنيته المفضلة لوديع الصافي ( دار يا دار يا دار يا دار قوليلي يادار راحوا فين حبايب الدار قولي يادار قولي يا دار ) 

استقر أمام منزل اخته كليوباترا .. كان يريد أن يرتمي في احضانها فقد كانت الأقرب اليه وبعد التحيات وتبادل أطراف الحديث وشعوره ببعض الراحة 

يفتح باب غرفة صغيرها (ٱدم) ليجده جالساً علي الأرض وأمامه لوحة بيضاء كبيرة ينقش عليها صورة بديعة لراقصين المولوية ومسجد سيدنا الحسين رضي الله عنه وارضاه .واسم لوحته (رقصة الدراويش)...فضحك ضحكة اهتزت لها جدران الغرفة وامسك بيد الصغير  مردداً كلمات سيدة القصر 

(إنه عالم مختل يا صديقي هيا بنا نستمتع ونبدع وسط كل هذا الهراء نضع لمساتنا المختلة حيناً الثائرة حيناً الناعمة أحياناً كثيرة هيا بنا نصنع نجم جديد )





























( احمد ابن ابريس الجزء الثاني  )  بقلم دكتورة رشاضاهر

google-playkhamsatmostaqltradent