✍🏻 عبدالرحمن الليث
تعد سبب رئيسي في كل الأزمات والمشاكل الحاصلة، فمعلوم أن التفسير الصحيح لشيء ما يعد انطباعا عاما في الحكم على ما يدل عليه، أو ما ينافي أمره!
والفهم المغلوط لأي شيء يضع هذا الشيء في حيز الجهل به، من حيث معرفة ما يدل عليه أو ما ينافيه!
فتصدر من الواحد منا تفسيرات وتحليلات خاطئة بسبب جهلنا بالمعنى لما نريد تفسيره وتحليله، وللأسف الشديد يبنى على هذا الجهل الاعتقاد بصحة الفهم، وأنه هو الصواب المطلق، فيقع الواحد منا في جهلين: جهل معرفة أصل الشيء، وجهل في تفسيره كذلك!
فمثلا قضية الحجاب، تعد أكبر أزمة في هذه المسألة هي معرفة "مفهوم الحجاب"
فالتعريف المشهور والمتبادر إلى الذهن هو كونه "غطاء للشعر" فأصبح الحديث عن الحجاب في حيز ضيق ومحدود، فالكلام عنه يدل على أي فتاة تلبس طرحة أو [إيشارب] أو أي شيء يقتضي تغطية الرأس [التحجيبة] فحسب!
وهذا هو المفهوم الرئيسي للحجاب عند غالب البنات مع الأسف!
وبناء على هذا الفهم صار مفهوم التبرج نقيضا لمفهوم الحجاب وهو [كشف الشعر]
والمتبرجة هي من تكشف شعرها!
وعندما تجد داعية أو شيخا ما يتحدث عن الحجاب وأهميته وشروطه ولوازمه، يعتقد كثير من الناس أن الكلام موجه لمن يكشفن شعرهن، وسبب ذلك هو الفهم الخاطئ ومن يصدره للناس، من شيوخ السوء وفتاويهم المنبطحة!
فأصبح الحجاب ما هو إلا صورة محصورة في تغطية خصلات الشعر بقطعة من القماش عن أعين الرجال، وما سوى ذلك جائز الترخص فيه، ولا حرج عليه!
وبناء على وجود هذه الكارثة، أصبح من البديهي أن يكون لبس البنات في غاية الضياع، فتلبس الفتاة الآن اللبس الضيق وكل ما يخطر على بالها، وترسم على وجهها جميع بهارج المهرجين فتصبح الفتاة كأنها خريطة من كثرة الألوان وأدوات الزينة والعطور، والعجيب أن تلكم الفتاة تدخل المسجد وتحمل معها إسدالا أو تلبس إسدالا من المسجد لتصلي فيه، ومن ثم تنزعه عنها وتخرج بما تألفه نفسها لأن اعتقادها مبني على أن الصلاة لا ينفع معها هذا الزي، إنما ينفع للخروج به، لأن المهم عندها تغطية شعرها فحسب، كأن الله مطلع عليها في المسجد، ولا يعلم صنيعها خارج المسجد؟!
يتبع....