كتبت هدي العيسوي
تشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر وتركيا تطورًا متسارعًا، في ظل رغبة عدد من مصانع الصناعات النسجية التركية في نقل خطوط إنتاجها إلى السوق المصرية، للاستفادة من المزايا التنافسية التي تتمتع بها مصر من حيث الموقع الجغرافي والبنية التحتية وتكلفة التشغيل.
وقال المهندس حماده العجواني، نائب رئيس جمعية رجال الأعمال الأتراك المصريين (تومياد) وعضو مجلس إدارة الشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، إن هناك اهتمامًا متزايدًا من الشركات التركية المتخصصة في الصناعات النسجية بالاستثمار في مصر خلال المرحلة المقبلة. وأوضح أن مصر توفر بيئة استثمارية مشجعة بفضل الاستقرار السياسي والاقتصادي وتوافر الأيدي العاملة الماهرة وانخفاض تكاليف الطاقة والنقل.
ودعا العجواني إلى عقد اجتماع عاجل بين جمعية تومياد وهيئة التنمية الصناعية وهيئة الاستثمار لبحث آليات التعاون وتسهيل دخول الاستثمارات التركية إلى السوق المصرية، مشيرًا إلى أهمية إنشاء مجمع صناعي متخصص للصناعات النسجية التركية في مصر، يكون مركزًا إنتاجيًا وتصديريًا يخدم الأسواق الإفريقية والعربية.
وأكد أن هذا المجمع الصناعي المقترح سيسهم في زيادة حجم الصادرات المصرية بمليارات الجنيهات سنويًا، ويعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة الغزل والنسيج في الشرق الأوسط وإفريقيا، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستفتح آفاقًا جديدة لتوطين الصناعات وزيادة القيمة المضافة للمنتجات المصرية.
وطالب نائب رئيس تومياد الحكومة المصرية بتقديم حوافز وتيسيرات ضريبية وجمركية للمستثمرين الأتراك، إلى جانب تخصيص الأراضي الصناعية بأسعار تنافسية وتبسيط إجراءات التراخيص، بما يضمن جذب مزيد من الاستثمارات الصناعية ونقل الخبرات التقنية الحديثة إلى السوق المصرية.
وأضاف العجواني أن نقل المصانع التركية إلى مصر يمثل فرصة حقيقية لتوسيع الطاقة الإنتاجية المحلية وتوفير آلاف فرص العمل للشباب، إلى جانب دعم قطاع التصدير وزيادة تدفقات النقد الأجنبي.
واختتم العجواني تصريحه بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق مشروعات صناعية تركية مصرية مشتركة تعكس قوة العلاقات بين البلدين، وتتماشى مع توجه الدولة المصرية نحو تعميق التصنيع المحلي وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.