recent
أخبار ساخنة

بين العاطفة والمؤسسات: كيف نفهم علاقتنا بالسلطة؟ بقلم؛ النائبة/إيفا فارس

شيفاتايمز SHEFATAIMS
الصفحة الرئيسية


 بين العاطفة والمؤسسات: كيف نفهم علاقتنا بالسلطة؟

بقلم؛ النائبة/إيفا فارس


في الوعي العام، كثيرا ما يتم التعامل مع رموز الدولة والحكومات بمنطق شخصي: إما حب وإعجاب، أو كره ونفور. لكن الحقيقة أن الوطن أكبر من الأشخاص، والدولة أوسع من الأسماء والوجوه. إن العلاقة مع مؤسسات الحكم لا يجب أن تُختزل في مشاعر عاطفية، بل أن تُفهم في إطارها الموضوعي: علاقة مواطن بمؤسسة، علاقة حقوق وواجبات، لا علاقة عاطفة أو نفور.


الحب والكره مجال العلاقات الإنسانية الخاصة، حيث ينشأ بين الأفراد نوع من القرب أو النفور الطبيعي. أما في المجال السياسي، فإن التعامل مع السلطة لا يقوم على الانفعال، بل على التقييم: ماذا تحقق للمجتمع؟ كيف تُدار الموارد؟ وهل تصان كرامة الإنسان وحقوقه؟ هذه هي الأسئلة التي تحدد الموقف، لا مشاعر عابرة تجاه أشخاص في مواقع المسؤولية.


إن اختزال السياسة في العاطفة يُفقدها معناها. فالدولة مؤسسة مستمرة، والحكومات متعاقبة، والأشخاص عابرون مهما طال بهم الزمن. ما يبقى هو البناء المؤسسي الذي يضمن العدالة، ويدير الموارد، ويحقق الأمن والتنمية. لذلك، يجب أن ننقل وعينا من دائرة المشاعر الفردية إلى دائرة التقييم الموضوعي.


الإنسان قد يحب أو يكره، لكن المواطن عليه أن يقيم ويحاكم الأداء وفق المعايير لا الأشخاص. وهذا لا يعني تجريد السياسة من البعد الإنساني، بل يعني أن نرتقي به. أن نفصل بين الخاص والعام، بين العاطفة والعقل، بين ما يدار في القلب وما يحسم في مؤسسات الدولة.


إن المجتمعات التي تنجح ليست تلك التي تقدس أشخاصا أو تكرههم، بل تلك التي تؤسس لآليات مراقبة ومحاسبة. فالأوطان لا تبنى بالولاء لشخص، بل بالولاء للقانون، ولا تحفظ بالحب المجرد، بل بالعدل الذي يحقق الانتماء.


قد نختلف في الرأي حول السياسات، وقد تتباين مواقفنا تجاه القرارات، لكن ما يجب أن يجمعنا هو إيماننا بأن العلاقة مع الدولة علاقة عقل ومسؤولية، لا عاطفة وانفعال. وحين ندرك ذلك، يصبح النقد بناء والمحاسبة فعلا من أفعال المواطنة، والولاء الحقيقي للوطن، لا للأفراد






بين العاطفة والمؤسسات: كيف نفهم علاقتنا بالسلطة؟

بقلم؛ النائبة/إيفا فارس


google-playkhamsatmostaqltradent