بقلم: حمدى حسن عبدالسيد
خضر العطار رمز أصيل لصوت النوية وأحد حراس الذاكرة النوبية الذين حملوا عبء الحكاية والحنين في آنٍ معًا.
خضر العطار اسمه الحقيقي خضر محمد سليمان ضيفي هو فنان نوبي مصري ولد في قرية ابريم النوبية المحاذية للنيل بالنوبة القديمة حيث للحن طعم الأرض وللكلمة صدى الروح ولكم لم تكتمل طفولة خضر العطار بل كان الرحيل الي ارض صحراوية بوادى كوم امبو ابان بناء السد العالى وبهذا تشكل وجدان الفنان خضر العطار منذ بداياته الفنية في اوائل ثمانينيات القؤن الماضى فأخذ على عاتقه مهمة أن يحفظ الهوية النوبية من النسيان وأن يعيد تقديمها للأجيال الجديدة في قالبٍ فنيّ يجمع بين الأصالة والمعاصرة.
ما قدّمه خضر العطار لم يكن مجرد غناء بل كان فعل مقاومة ناعم، يحفظ التاريخ ويعكس وجدان مجتمع بكامله. اختار أن يمزج بين اللغة النوبية والعربية في أعماله، فكانت أغانيه بمثابة رسائل حب وحنين وشهادة على ما تعرض له النوبيون من تهجير وتهميش.
تألقت أغانيه مثل "أراجيد" "فخور أنا" "جوراندا" "لمي لمي" و"اسمك حروف" بصوته الدافئ وإحساسه العميق، حاملةً بين طياتها نبض الجنوب، ومجسدةً للبيئة النوبية بطبيعتها الخاصة وثقافتها الفريدة.
توفي الفنان خضر العطار في 30 مايو 2019 غير أن صوته ما زال يتردد في القلوب قبل المسامع. يستمر الاحتفاء به سنويًا من خلال محبيه ومجتمعه النوبي، وتُبث أغانيه عبر منصات الموسيقى الرقمية، كما تتداولها صفحات النوبيين كنوع من الوفاء لرمز لم يخذل قضيته.
خضر لم يكن فقط فنانًا بل كان ذاكرة تُغنّي ومرآة لوجدان شعب ما زال يناضل من أجل الاعتراف والوجود.
خضر العطار لم يُغنِ فقط بالنوبية بل غنّى لها ومنها ولأجلها كان الصوت الذي عبر حدود المكان والزمان، وبقي شاهدًا على جمال وثراء الثقافة النوبية. في زمنٍ تتضاءل فيه المساحات المخصصة للهويات الأصيلة، يبقى إرث خضر العطار شاهدًا على أن الفن الحقيقي لا يُنسى.