حسين السمنودي
حين يتخذ وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري قرارًا بتجديد الثقة في أحد القيادات، فهو لا يفعل ذلك بدافع المجاملة أو المجازفة، بل ينطلق من معايير دقيقة تستند إلى الكفاءة، والنزاهة، والتاريخ العملي المشرف. ولذا، لم يكن من قبيل المصادفة أن يضع وزير الأوقاف ثقته في الدكتور خالد صلاح، وكيل الوزارة ومدير مديرية أوقاف القاهرة، بل جاء ذلك نتيجة قراءة واعية للمشهد الدعوي والإداري، وتقدير بالغ لجهود رجل أثبت في الميدان أنه أهلٌ للمسؤولية.
الدكتور أسامة الأزهري، وهو العالم الأزهري المعروف بفكره المتزن والمنفتح، والذي يتولى اليوم مسؤولية وزارة الأوقاف، يسعى إلى إحداث نقلة نوعية في الأداء الدعوي والإداري داخل الوزارة، واضعًا نُصب عينيه أن يكون المسجد منارة للعلم والوطنية والانضباط، لا ساحة للعشوائية أو الجمود. ومن هنا، لم يكن أمامه خيار أفضل من تثبيت قيادة أثبتت بالفعل أنها تستطيع حمل هذه الأمانة، كما هو الحال مع الدكتور خالد صلاح.
لقد جاء اختيار الوزير الأزهري للدكتور خالد صلاح بناءً على سجل طويل من الإنجازات الواضحة في مديرية القاهرة، تلك المديرية التي تمثل العصب الحيوي للحركة الدعوية في مصر كلها، لِما للقاهرة من ثقل سكاني وثقافي وديني. في هذه البيئة المعقدة، استطاع خالد صلاح أن يثبت أن الإدارة بالضمير قبل أن تكون بالأوامر، وأن العمل الدعوي لا يُدار من وراء المكاتب، بل من قلب المساجد، ومن ساحات اللقاء المباشر مع الجمهور، عبر قوافل التوعية، ومبادرات ترسيخ القيم، والتفاعل المباشر مع القضايا المجتمعية.
أظهر الدكتور خالد صلاح حنكة كبيرة في إدارة الملفات الحساسة، وتميز بالمرونة الذكية التي تجمع بين الالتزام الحازم والانفتاح الراقي على كل ما يخدم الوطن ويُعلي من شأن الخطاب الديني المستنير. وقد كان من أبرز إنجازاته في الفترة الماضية تفعيل دور الواعظات بشكل غير مسبوق، وتنشيط القوافل الدعوية في المدارس، وتكثيف الندوات التي تناقش قضايا مثل ختان الإناث، والعنف الأسري، والانتحار، وغيرها من المشكلات التي تمس حياة الناس اليومية.
ليس ذلك فحسب، بل أن الدكتور خالد صلاح تعامل مع منصبه كرسالة وطنية، يحرص فيها على الدفاع عن ثوابت الدولة، وحماية وعي الشباب من الأفكار الظلامية، بالتعاون مع كافة أجهزة الدولة، مؤمنًا بأن الإمام الحقيقي هو من يبني العقول لا من يكتفي بترديد النصوص.
من هنا، كانت الثقة التي منحه إياها الوزير أسامة الأزهري مستحقة تمامًا، بل يمكن وصفها بأنها واحدة من أنجح القرارات في الهيكل القيادي الحالي لوزارة الأوقاف. فقد جمع الوزير بين الرؤية الفكرية والتقدير العملي، وأحسن اختيار الرجل المناسب في المكان الحساس.
فإذا كانت القاهرة تمثل بوصلة الحركة الدعوية في مصر، فإن الدكتور خالد صلاح هو العقل الذي يضبط تلك البوصلة، بما يملكه من وعي، وحضور، والتزام، وولاء حقيقي لمصلحة الوطن.
وإننا إذ نثمّن هذه الثقة الوزارية، فإننا نؤمن أن الطريق لا يزال مفتوحًا أمام الدكتور خالد صلاح لمزيد من البناء والتطوير، وأن دعمه من القيادة العليا للوزارة سيشكل ركيزة لتقدم الدعوة الإسلامية في العاصمة، بل ومصر كلها، على أسس العلم والانفتاح والوطنية.