بقلم: محمد حسن | خاص – شيفا تايمز
في زمن تتسابق فيه الوجوه نحو الشهرة، وتغيب فيه النوايا الصادقة، تخرج إلينا منى علي ربيعي، ابنة مركز إدفو بمحافظة أسوان، كنموذج نادر لقوة المرأة، وصدق الرسالة، وصفاء القلب.
لم تكن منى تسعى لمنصب، ولا حلمت بأضواء، بل صنعت لنفسها طريقًا مليئًا بالتعب، لكنه مضيء بخدمة الآخرين. صنعت مجدها من الألم، لا من الرفاهية، وخلّدت اسمها في قلوب من أنقذتهم، لا في عناوين الأخبار.
---
من السياسة إلى الشارع... حيث يُولد المعنى الحقيقي للعطاء
بدأت منى مشوارها في الشأن العام من خلال حزب "حماة الوطن"، حيث شغلت منصب عضوة أمانة المرأة بمركز إدفو. لكنها، بقلبها الحي، شعرت أن العمل السياسي لا يكفي، وأن هناك صرخات وجع لا يصلها صوت البرلمان، ولا يسمعها مسؤول.
فقررت ترك المكاتب والنزول إلى الشوارع والبيوت الفقيرة، حيث تكون الحاجة أكبر من الكلمات.
---
أدوار لا تُحصى... وتأثير لا يُقاس
منى لا تعرف الجلوس خلف الطاولات، بل عُرفت بحضورها الميداني الدائم. ومن أبرز مناصبها:
مديرة اللجنة العليا لخدمة المجتمع والصحة بالمنظمة المصرية لحقوق الإنسان والتنمية
ناشطة مجتمعية مؤثرة في جمعية أمراض غسيل الكلى
مؤسسة مبادرة "الشافي هو الله" التي أصبحت مأوى لكل محتاج في الجنوب
لكنها دومًا تردد:
"الألقاب لا تعنيني... ما يهمني هو أن أرى إنسانًا قد تحسّنت حياته، ولو قليلًا، بسببي."
---
منى... صوت من لا صوت لهم
هي لا تنتظر اتصالًا رسميًا لتتحرك، بل تنزل بنفسها، تسمع نداءات الناس، وتلبيها دون سؤال أو تأخير.
توزع الغذاء، تشتري الأدوية، تُجري تحاليل على نفقتها، وتتابع العمليات الجراحية، وتزور البيوت كأنها واحدة من أهلها.
تقول بثقة:
"أنا أتحرك بقوة الموقف، لا بتصريح العمل. فالوجع لا ينتظر الموافقات."
---
تكريمات مستحقة... لكن قلبها لا يسكنه إلا رضا الناس
نالت منى تكريمات من جهات كبرى، منها:
المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية
المنظمة المصرية لحقوق الإنسان
جمعيات دينية وطبية
حزب حماة الوطن
دورات معتمدة في الإسعافات والرعاية المجتمعية
ومع ذلك، تقول:
"التكريم الحقيقي هو حين أعود لمنزلي بعد يوم شاق، وأعلم أن أحدهم ينام الليلة بلا ألم أو جوع بفضلي."
---
رسالتها للنساء: ابنِ من الألم حلمًا، ومن القليل أثرًا
منى تؤمن أن كل امرأة قادرة على التغيير، حتى من قلب العدم، وتوجه رسالة لكل أم قائلة:
"علمي أبناءك أن الخير لا يحتاج مالًا، بل روحًا نقية. كوني أنتِ البداية، وسيكملون هم الطريق."
في الختام... امرأة صنعت الضوء من العتمة
منى علي ربيعي ليست ناشطة عادية، بل أيقونة إنسانية جنوبية، أعادت تعريف معنى العطاء. هي امرأة بدأت من الصفر، لكنها وصلت إلى قلوب الآلاف.
في عالم يعلو فيه الصخب على الصدق، تظل منى صوتًا نقيًا لا يتكرر... في ضيافة شيفا تايمز.