recent
أخبار ساخنة

الصهاينة وتجار المخدرات… الحرب الخبيثة لتدمير شباب الوطن /شيفاتايمز

شيفاتايمز SHEFATAIMS
الصهاينة وتجار المخدرات… الحرب الخبيثة لتدمير شباب الوطن

حسين السمنودي

حين نسمع عن شحنة مخدرات تم ضبطها، أو عملية تهريب تم إحباطها، لا يجب أن نمر على الخبر مرور الكرام، بل علينا أن ندرك أننا أمام معركة حقيقية، وحرب شرسة تُشن ضد شباب الوطن، يُراد بها القضاء على أعمدة الأمة وسواعدها القوية التي يُبنى بها المستقبل ويُحمى بها الوطن.

تجار المخدرات ليسوا مجرد مجرمين يلهثون وراء المال الحرام فحسب، بل هم أدوات خبيثة ضمن مخطط كبير، يستخدمهم أعداء الداخل والخارج لتدمير المجتمعات من الداخل. إنهم لا يبيعون فقط السموم، بل يزرعون الانهيار في العقول والنفوس والأجساد. والمخدرات اليوم لم تعد مجرد "أفيون الفقراء"، بل تطورت لتغزو كل الطبقات بأسماء مغرية، وتُروج بطرق شيطانية تُغلف السم بالعسل.

يتمكن تجار المخدرات من خداع الشباب عبر بوابات متعددة، تبدأ بالإعلانات الخفية على منصات التواصل، مروراً باستخدام المشاهير دون وعي للترويج لأنماط حياة منحلة، وانتهاءً بالاستعانة بمندوبين من "أصدقاء السوء" داخل المدارس والجامعات والأندية. يروجون للمخدرات على أنها وسيلة للراحة النفسية، أو الهروب من المشاكل، أو حتى من باب "الفضول والتجربة". وقد تكون البداية بسيجارة حشيش في جلسة سمر، ثم يتطور الأمر إلى إدمان الهيروين أو الشبو أو الكبتاجون، ليصبح الشاب عبداً للمخدر، ميتاً وهو على قيد الحياة.

حين تنتشر المخدرات في بلد، فاعلم أن العدو على الأبواب، يتحفز للانقضاض والتدمير، ويقصد من ذلك إسقاط الحصن من الداخل. فالمخدرات تفتك بالشباب، وهم الدرع الواقي للوطن، واليد التي تمسك بالبندقية وتبني المصانع وتحرث الأرض وتُعلِّم الأجيال. حين يسقط الشباب في هاوية الإدمان، يصبح الوطن مكشوفاً، بلا حراس، بلا طاقة، بلا أمل.

وإذا أردنا أن نكشف أصابع الشر الحقيقية التي تدير هذه الحرب الخبيثة، فلا يمكن أن نغفل الدور الصهيوني القذر في تدمير شباب الأمة، فهم لا يكتفون بسرقة الأرض وقتل الأبرياء، بل يسعون لقتل الأمل في صدور الشباب العربي والمسلم. لقد خطط الصهاينة منذ عقود لإغراق بلادنا بالمخدرات، إدراكاً منهم أن تحطيم الشباب يعني إسقاط الأمة. الصهاينة يعلمون جيداً أن الجيوش لا تُقهر بالقنابل فقط، بل بتخدير العقول. ولذلك تجد الدعم اللوجستي والمالي للمهربين يتصل بشبكات دولية مشبوهة، بعضها مدعوم من أجهزة مخابرات معادية، هدفها تفتيت الشعوب العربية، وتحويل شبابها إلى عبيد للشهوات والضعف والعجز. ليس من العبث أن يتم تهريب المخدرات بكثافة في مناطق التماس مع فلسطين المحتلة، وأن تُستخدم طرق التهريب لتمرير السموم عبر الحدود بطرق مخادعة، فالمعركة خفية ولكنها أكثر شراسة من حرب السلاح.

المخدرات ليست مجرد قضية جنائية، بل هي أحد أسلحة حروب الجيل الرابع والخامس، حيث لا يُطلق الرصاص، لكن تُطلق السموم في العقول. إنها حرب ناعمة تُخاض بلا مدافع، لكنها تُحدث دماراً لا يقل عن قنابل الطائرات. المخدرات تستهدف الشباب لتدمير معنوياتهم، عزيمتهم، وانتمائهم، وتجعلهم فريسة للضعف والتبعية واللامبالاة، فتفقد الأمة قدرتها على المقاومة والنهضة.

الأسرة هي الحصن الأول. حين يغيب الأب أو تنشغل الأم، تترك الفرصة مفتوحة لتسلل المروجين إلى نفوس الأبناء. كما أن المؤسسات التعليمية بحاجة إلى دور أقوى في التوعية، لا مجرد شعارات، بل أنشطة واقعية، ودمج مؤثرين حقيقيين في حياة الشباب، يقدمون القدوة ويكشفون الحقائق.

أما المنابر الدينية، فعليها مسؤولية كبرى في تصحيح المفاهيم، وتوضيح أن تعاطي المخدرات ليس فقط محرماً شرعاً، بل خيانة للوطن والدين والضمير.

الدولة تبذل جهداً عظيماً من خلال حملات الشرطة والأمن القومي والرقابة على المنافذ الحدودية، لكن المعركة أكبر من أن تُخاض أمنياً فقط. نحن بحاجة إلى استراتيجية وطنية شاملة: علاجية، توعوية، وقائية، قانونية، نفسية، وتكنولوجية. كما يجب دعم مراكز العلاج المجاني، وتكريم المتعافين وإعادتهم للمجتمع كنماذج مشرفة، بدل أن يُنبذوا ويُحاصروا بالعار.

الإعلام مسؤول إما عن المشاركة في الجريمة، حين يُظهر المدمن كشخص "كوول" ومحبوب، أو عن محاربة الجريمة، حين يُقدم الحقيقة، ويكشف عن القصص الواقعية للمدمرين بفعل الإدمان. نحن بحاجة إلى دراما واقعية تحذر، لا تزين الجريمة، وتفضح المخططات بدلاً من التواطؤ معها.

منصات التواصل الاجتماعي أضحت سوقاً مفتوحاً لترويج المخدرات، بل وتوصيلها حتى باب المنزل عبر "الدليفري". وعلى الجهات المختصة متابعة الحسابات المشبوهة، وملاحقة من يروج لتدمير العقول. كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تتبع أنماط السلوك الرقمي للمروجين.

هذه معركة وجود، وليس مجرد معركة ضد الجريمة. الشباب ليسوا فقط مستقبل الوطن، بل حاضره وسلاحه وسنده. وإننا حين نحارب المخدرات، فنحن لا نحارب فقط من أجل فرد، بل من أجل بقاء أمة.
google-playkhamsatmostaqltradent