حسين السمنودي
في مشهد يفيض بالمسؤولية والإخلاص، عقد الدكتور خالد صلاح الدين، وكيل الوزارة مدير مديرية أوقاف القاهرة، اجتماعًا موسعًا صباح اليوم الثلاثاء 29 إبريل 2025م، مع السادة مديري الإدارات الفرعية، بحضور نخبة من قيادات المديرية: الدكتور محمود خليل، وكيل المديرية، والدكتور سعيد حامد مبروك، مدير الدعوة، والدكتور منتصف عبدالمهيمن، مدير الإدارات الفرعية، حيث حمل اللقاء ملامح الجدية والانضباط والتكامل بين الإدارة والرسالة الدعوية، وعكس بوضوح الرؤية المتجددة التي أطلقها الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في بناء مؤسسة دعوية قوية ومتماسكة، تؤدي رسالتها بروح عالية من الالتزام والإنسانية.
استهل الدكتور خالد صلاح اللقاء بتوجيه الشكر العميق لمعالي وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، على ثقته الكريمة التي أولاها له ولجميع القيادات الدعوية والإدارية بالمديرية، مؤكدًا أن هذه الثقة الغالية تمثل دعمًا معنويًا كبيرًا، وأمانة دينية ووطنية تتطلب الصدق في العمل، والإخلاص في الأداء، والإبداع في العطاء. وأكد أن معالي الوزير يراهن على وعي وكفاءة قيادات مديرية أوقاف القاهرة، وعلى قدرتهم على تحقيق نقلة نوعية في الأداء الدعوي والإداري بما يتماشى مع رؤية الوزارة الطموحة.
وقال الدكتور خالد صلاح: "إننا في موقع الدعوة نحمل أعظم رسالة، ونتعامل مع أطهر بقاع الأرض، فلا مجال للتهاون، ولا مكان للمقصر، لكن في الوقت نفسه، هناك دائمًا مساحة رحبة لتكريم المجتهدين والمبدعين من أبناء الوزارة". وأشار إلى أن المرحلة الحالية تتطلب وقفة جادة مع النفس، وصدقًا في النية، وعلمًا نافعًا يُترجم إلى خطاب ديني وسطي، يحترم العقل، ويهذب السلوك، ويربي الأجيال على القيم والأخلاق. وأوضح أن دور الإمام والداعية لم يعد مقتصرًا على المنبر، بل بات دورًا مجتمعيًا شاملًا، يبدأ بالكلمة الطيبة، ولا ينتهي عند حدود المسجد، بل يمتد إلى كل ساحات الوعي والمعرفة.
وحثّ السادة مديري الإدارات على تفعيل الأنشطة الدعوية من ندوات ومجالس علم ودروس توعوية، مع التركيز على القضايا المجتمعية الملحة، مثل مواجهة العنف الأسري، ونشر ثقافة التسامح، والتصدي للتطرف والإلحاد، وإعلاء قيمة الوطن والعمل. كما شدد على أن أي نجاح دعوي لا يمكن أن يتم دون إدارة منضبطة، وتخطيط واعٍ، ومتابعة ميدانية مستمرة، داعيًا إلى تفعيل آليات التقييم، وتعزيز ثقافة الشفافية، ومحاسبة كل من يتراخى أو يستهين بمسؤولياته.
وأكد الدكتور خالد صلاح أن العمل في المديرية يجب أن يتم بروح الفريق الواحد، لا العمل الفردي، وأن التمازج بين الجهود هو مفتاح النجاح المؤسسي، مشددًا على ضرورة تحويل الإدارات من هياكل جامدة إلى كيانات نابضة بالحياة، فيها الحب والتعاون، قبل الأوراق والأختام. وفي لفتة إنسانية عميقة، وجّه رسالة مؤثرة إلى مديري الإدارات، دعاهم فيها إلى احتواء الدعاة والعاملين، والنظر إليهم باعتبارهم بشرًا قبل أن يكونوا موظفين، قد يحملون همًا أو يمرون بظرف صحي أو اجتماعي، وهو ما يتطلب دعمًا نفسيًا لا يقل أهمية عن الدعم الفني.
كما أعلن أن المرحلة المقبلة ستشهد تكريمًا دوريًا للعناصر المتميزة في الأداء من الأئمة والدعاة والإداريين، وأن هذا التكريم سيكون علنيًا ليكون دافعًا للمزيد من التميز، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه لن يكون هناك تهاون مع أي تقصير متعمد، أو تجاوز إداري، أو تهاون دعوي، لأن رسالة الوزارة أغلى من أن تتحمل العبث أو الاستهتار.
وفي ختام الاجتماع، خرج الحضور برسائل واضحة: مزيد من الجهد، تكثيف للمتابعة، لا تهاون مع الإهمال، ولا سكوت عن الانحراف، مع فتح أبواب التكريم والتقدير لكل مجتهد ومحب لبيوت الله. لقد بدا واضحًا أن مديرية أوقاف القاهرة تخطو بثبات تحت قيادة واعية تحظى بثقة كبيرة من الوزير، وتجمع بين الانضباط الإداري والدفء الإنساني، في تجسيد عملي لرسالة وزارة الأوقاف الجديدة.