حسين السمنودي
في كل مؤسسة ناجحة هناك خيط خفي يربط بين القيادة والعاملين، خيط اسمه "الاحترام الإنساني"، وهذا ما نجحت مديرية أوقاف القاهرة في غرسه وترسيخه في نفوس جميع المنتمين إليها، بمختلف مواقعهم ومسمياتهم الوظيفية، ليصبح التعامل اليومي بين القيادات والعاملين نموذجًا مشرفًا يجسد قيمة الإنسانية الحقيقية في بيئة العمل.
فمنذ اللحظة الأولى التي تخطو فيها داخل مديرية أوقاف القاهرة، يلفت انتباهك هذا الجو الفريد، حيث تتلاشى الحواجز التقليدية بين القائد والموظف، ويحل محلها تواصل راقٍ، واحترام متبادل، وحرص مشترك على إنجاح المنظومة بكل مكوناتها، في مشهد قلّما تجده في أروقة مؤسسات أخرى.
ويُحسب لمديرية أوقاف القاهرة أن هذا النموذج الإنساني لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة جهد كبير وتوجيه واعٍ من قادة آمنوا بأن قيمة الإنسان تسبق اللائحة، وأن تقدير الجهد يسبق الحساب، يتقدمهم القائد الواعي والمفكر المستنير، الدكتور خالد صلاح الدين، وكيل وزارة الأوقاف ومدير المديرية، الذي نجح بفكره المتزن وإدارته الحكيمة في بناء أسرة متماسكة، تتعامل بالود قبل التعليمات، وبالمحبة قبل القوانين.
ويعاونه عن قرب الدكتور محمود خليل، وكيل المديرية، الذي يضرب أروع الأمثلة في التواضع والرقي، حيث يعرف الجميع عنه اهتمامه الشخصي بظروف العاملين، وتفاعله الإنساني قبل المهني مع كل من يحتاج إلى كلمة طيبة أو وقفة صادقة.
وكذلك الدكتور سعيد حامد، مدير الدعوة، الذي يحرص على تعزيز الجانب الإنساني والدعوي معًا، لا سيما في دعمه المتواصل للواعظات والوعاظ، وتشجيعه الدائم لهم على تقديم أفضل ما لديهم، مستندًا إلى الاحترام والثقة والتقدير.
ولا يمكن أن نغفل الدور المحوري للدكتور منتصف عبد المهيمن، مدير الإدارات الفرعية، الذي يعتبر حلقة وصل حقيقية بين العاملين بالمناطق المختلفة والمديرية، فهو نموذج للقائد الذي يعرف الجميع بأسمائهم، يتابع تفاصيلهم، ويشاركهم همومهم قبل أفراحهم، حريص على أن تكون العلاقة بين القيادة والموظفين مبنية على التفاهم والحوار الدائم.
أما عن التميز الإعلامي والتوثيق الحي لكل نشاطات المديرية، فيقف خلفه الأستاذ تامر درويس، المنسق الإعلامي، الذي لا يكتفي بدور الناقل، بل يسهم بروح الفريق الواحد في إظهار الصورة المشرفة للمديرية، مُبرِزًا الجانب الإنساني في جميع التقارير والتغطيات الإعلامية.
وفي عالم الدعوة الإلكترونية، برز الشيخ إبراهيم رضوان، مسئول الدعوة الإلكترونية بالمديرية، بدور لافت في توظيف التقنيات الحديثة لخدمة الدعوة ونشر الفكر الوسطي المعتدل، فضلًا عن مشاركته الفاعلة في الجانب الإنساني داخل بيئة العمل، وتعاونه مع زملائه في أجواء يسودها الودّ والاحترام.
ولا يمكن أن ننسى رؤساء الأقسام بشتى تخصصاتهم، وإدارة شئون العاملين، الذين يعملون بروح الفريق الواحد، في منظومة تضع الاعتبارات الإنسانية فوق أي معاملة إدارية، ويحرصون دائمًا على تهيئة مناخ عمل مريح وداعم لكل الموظفين، إيمانًا بأن الإنسان عندما يشعر بالتقدير يصبح أكثر قدرة على العطاء والإبداع.
هذا التكاتف الإنساني والإداري يمتد ليشمل الإدارات الفرعية كافة، من إدارات الدعوة، المساجد، شؤون العمال، الحسابات، الأمن، التفتيش، الصيانة، المخازن، وحتى فرق الدعم الفني والمتابعة، الكل يعمل تحت راية واحدة، يجمعهم الاحترام المشترك وروح الأسرة الواحدة.
وتثبت مديرية أوقاف القاهرة كل يوم أن المؤسسات لا تُبنى فقط على التعليمات واللوائح، بل على قلوب عامرة بالحب والتفاهم، وعقول تدير بشفافية، ونفوس تضع قيمة الإنسان أولًا، قبل الملفات والمكاتبات.
وفي نهاية المشهد الإنساني المضيء داخل مديرية أوقاف القاهرة، لا يمكن أن نتجاهل الرعاية الكريمة التي تحيط بهذه المنظومة من أعلى مستوى، حيث يأتي هذا المناخ الراقي تحت رعاية الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف المصري، الذي يضع قيمة الإنسان والعقل والضمير في صدارة أولوياته، ويحرص دائمًا على دعم بيئة العمل الإنسانية داخل الوزارة والمديريات، وإيمانه العميق بأن بناء البشر يسبق بناء الحجر.
كما يحظى هذا الجانب الإنساني بمتابعة دقيقة ودعم مستمر من فضيلة الشيخ خالد خضر، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، الذي لا يدخر جهدًا في تحفيز روح الأسرة والتكامل بين جميع عناصر المؤسسة الدعوية والإدارية، واضعًا أمام الجميع قيمة الاحترام والتقدير كأساس لأي نجاح.
وهكذا تقدم مديرية أوقاف القاهرة، برعاية قيادتها العليا، دروسًا حقيقية في الإنسانية، تجعلها واحدة من المؤسسات التي يُحتذى بها في صناعة بيئة عمل نموذجية، تحفظ كرامة الإنسان، وتدفعه للعطاء بروح راضية ونفس مطمئنة.