حسين السمنودي
في إطار الدور الريادي الذي تقوم به وزارة الأوقاف في ترسيخ المفاهيم الدينية والتربوية السليمة، نظّمت مديرية أوقاف القاهرة فاعلية متميزة بعنوان “لقاء الجمعة” للأطفال بمنطقتي منشية ناصر والدويقة، في يوم الجمعة الموافق 4 إبريل 2025م – 5 شوال 1446هـ، تحت رعاية الدكتور خالد صلاح الدين، وكيل وزارة الأوقاف ومدير مديرية أوقاف القاهرة، وتنفيذًا لتوجيهات معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، ضمن استراتيجية الوزارة الرامية إلى تنشئة جيل جديد من الأطفال على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، في جو من المحبة والتفاعل والمشاركة.
الفعالية التي أُقيمت في أحد مساجد المنطقة، جاءت كمشهد يعكس الاهتمام الحقيقي من الوزارة بربط الأطفال بالمسجد، وتعزيز دور المسجد كمركز إشعاع ديني وتربوي، وليست فقط مكانًا للصلاة. وقد شهدت الفعالية حضورًا مشرفًا من قيادات إدارة أوقاف منشية ناصر، حيث شارك فيها كل من:
فضيلة الشيخ محمد العناني – مدير الإدارة
فضيلة الشيخ حسنين النجار – كبير مفتشي الإدارة
فضيلة الشيخ حماده العدروسي – مفتش بالإدارة
فضيلة الشيخ محمد سالم – إمام المسجد
وتنوّعت فقرات اللقاء لتشمل تلاوة مباركة من القرآن الكريم بصوت أحد الأطفال الموهوبين، تبعها إنشاد ديني قدّمه مجموعة من الأطفال بأسلوب جذاب، عبروا فيه عن حبهم لله ورسوله بلغتهم البسيطة النقية، ثم انطلقت فقرة المسابقات الثقافية والمعلومات الدينية، والتي لاقت تفاعلًا كبيرًا من الحضور الصغير الذين أظهروا وعيًا وفهمًا مشرفًا لمفاهيم الإسلام السمحة، وسط أجواء مفعمة بالبهجة والتشجيع.
ولم تكن تلك الفعالية مجرد نشاط ترفيهي، بل كانت تدريبًا عمليًا على الارتباط بالمسجد، واحترام القيم، والانضباط الجماعي، وروح الفريق، وغرسًا لبذور حب العلم والدين في عقول الأطفال وقلوبهم. كما مثلت فرصة للآباء والأمهات لمشاركة أبنائهم في نشاط ديني تربوي يرسخ القيم ويعزز الهوية.
وأشاد جميع المشاركين بهذه المبادرة الطيبة، مؤكدين أنها تمثل انطلاقة قوية نحو استعادة الدور التربوي والاجتماعي للمسجد، وداعين إلى استمرار مثل هذه اللقاءات في سائر أحياء القاهرة ومختلف المحافظات.
وتأتي هذه الفاعلية في سياق خطة متكاملة تنفذها مديرية أوقاف القاهرة، بقيادة الدكتور خالد صلاح الدين، وكيل الوزارة ومدير المديرية، لتعزيز الحضور الدعوي والتوعوي في الأحياء والمناطق الشعبية، من خلال باقة متنوعة من الأنشطة التي تستهدف مختلف الفئات العمرية، وتركّز بشكل خاص على الأطفال والنشء، إيمانًا بأن بناء الإنسان يبدأ منذ الطفولة، وأن غرس القيم لا يكون إلا بالتفاعل المباشر والقدوة الحسنة.
وتمثل “لقاء الجمعة” نموذجًا ناجحًا ومُلهمًا لتجربة يمكن تعميمها على نطاق واسع، تُسهم في خلق أجيال أكثر وعيًا، وقادرة على التمييز بين الحق والباطل، في زمن تموج فيه التحديات الفكرية والسلوكية. وهي رسالة واضحة من وزارة الأوقاف بأن المسجد سيظل الحصن المنيع لبناء الوعي، وصناعة المستقبل.