recent
أخبار ساخنة

المؤامرة الكبرى: كيف تُستدرج مصر إلى حرب جديدة تحت ستار القضية الفلسطينية؟/شيفاتايمز

شيفاتايمز SHEFATAIMS
المؤامرة الكبرى: كيف تُستدرج مصر إلى حرب جديدة تحت ستار القضية الفلسطينية؟

حسين السمنودي

منذ السابع من أكتوبر، والأحداث تتسارع في المنطقة بشكل غير مسبوق، لكن ما يجري ليس مجرد معركة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، بل هو جزء من مخطط أوسع يستهدف مصر قبل أي طرف آخر. المخطط لا يقتصر فقط على تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير أهلها إلى سيناء،او إلى بعض الدول المجاورة . بل يمتد إلى محاولة جر مصر إلى صراع عسكري جديد يكون ثمنه باهظًا على الدولة المصرية وشعبها.

مصر، التي خاضت أربع حروب كبرى ضد الكيان الصهيوني، تدرك جيدًا أن الهدف النهائي لكل هذه التحركات هو استنزافها وإضعافها وإدخالها في مستنقع صراع لا نهاية له، على غرار ما حدث في العراق وسوريا وليبيا. السيناريو الذي يُراد لمصر الوقوع فيه واضح: ضغط دولي هائل لقبول اللاجئين الفلسطينيين في سيناء، ثم تصعيد ميداني يدفع الجيش المصري إلى التدخل العسكري، وبعدها تُفتح الجبهات من كل الاتجاهات لإشغال مصر بحرب طويلة الأمد، بينما يستكمل الصهاينة مشاريعهم التوسعية.

لكن الأخطر من ذلك، هو الأدوار المشبوهة التي تلعبها بعض الفصائل والأنظمة التي تدّعي نصرة القضية الفلسطينية، لكنها في الحقيقة تخدم المخطط الصهيوني بشكل مباشر أو غير مباشر. حركة حماس، التي كانت دائمًا أداة بيد أطراف إقليمية، قدمت لإسرائيل الذريعة المثالية لتنفيذ مخططها الأكبر، في الوقت الذي رفضت فيه أي حلول سياسية على مدار السنوات الماضية، ما جعل القطاع كله رهينة لصراع دموي لا نهاية له.

أما إيران، التي تتحدث كثيرًا عن المقاومة، فلم تطلق رصاصة واحدة لها تأثير كبير  ضد إسرائيل، ولكنها على العكس تمامًا تدفع بأذرعها – حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والمليشيات في العراق وسوريا – إلى تصعيد محدود ومدروس يخدم إسرائيل أكثر مما يضرها. كل هذه التحركات تهدف إلى شيء واحد: إبقاء المنطقة في حالة فوضى، واستدراج مصر إلى معركة غير محسوبة.

وما يزيد الأمور تعقيدًا هو أن الحوثيين، الذين لم يعرفوا يومًا طريقًا لمواجهة إسرائيل، وجدوا فجأة أنفسهم في قلب المواجهة، لكن بشكل مشبوه يستهدف بالأساس ممرات التجارة العالمية  وخاصة قناة السويس وليس الكيان الصهيوني. كل هذه التحركات توحي بأن الهدف الأساسي ليس حماية فلسطين، بل استخدام القضية كأداة لخلق الفوضى في المنطقة وإضعاف القوى الكبرى، وعلى رأسها مصر.

إن مصر، رغم كل الضغوط، تدير هذه المرحلة بحكمة وحنكة، رافضة الانجرار إلى حرب قد لا تكون في مصلحتها، لكنها في الوقت ذاته ثابتة على موقفها الرافض لمخطط التهجير، وهو ما يجعلها مستهدفة أكثر من أي وقت مضى. المعركة اليوم ليست فقط معركة سلاح، بل هي معركة وعي وإدراك لحجم المؤامرة التي تُحاك ضد مصر والمنطقة بأكملها.
google-playkhamsatmostaqltradent