بقلمي/ مصطفى عبدالله
كانت روحه متعبة، تتأرجح بين الرجاء والخوف، ينتظر لحظة ينسكب فيها نور الفرج على ظلام أيامه.
طرق الأبواب واحدا تلو الآخر، بسط يديه إلى السماء متضرعا، أغمض عينيه مرارا على وسادة اليقين رغم ثقل الأوجاع.
سار في دروب الحياة متكئا على صبره، ممسكا بخيوط الأمل رغم العثرات، دون أن يدرك أن البشرى كانت تخطو نحوه بصمت، تحمل في طياتها فرحا مؤجلا وراحة آن أوانها.
وفجأة جاءته تلك اللحظة، اللحظة التي تبدد فيها كل تعب، حين أشرقت البشرى في حياته كفجر جديد، حين لامست روحه كلمات لم يكن يتوقعها:
وبشرناه
توقفت أنفاسه للحظة، كأن الزمن تجمد عند وقع تلك الكلمة، كأن الدنيا أفسحت له الطريق ليمر خفيفا بعد ثقل، كأن روحه التي كانت عالقة بين الأمل واليأس وجدت أخيرا مرساها.
لم يكن الفرج مجرد خبر، بل ميلاد جديد ينبعث من رماد التعب، ويقين يتجسد بعد طول انتظار، وحلم صار حقيقة بين يديه.
أبصر الدنيا بقلب جديد، نفس الطرقات التي سلكها بتعب أصبحت ممرات للفرح، نفس الأبواب التي أغلقها الخذلان انفتحت بمعجزة، نفس الليالي التي أرهقته أضاءها الوعد الحق.
أدرك حينها أن الصبر لم يكن سوى جسر ممتد نحو هذه اللحظة، وأن الدعاء الذي همس به في ضعفه كان ينسج له فرحا مكتوبا في لوح الغيب، وأن البشرى لم تتأخر، بل جاءت في موعدها تماما، محملة بما يكفي ليمحو عن روحه كل ما مضى.
#دكتور_مصطفى_عبدالله
@إشارة