️
بقلم /مــــنار ابوالنـيـــل
الدنيـــــــــا علمتــــــــــني.. 👌
كثيرا منا يعتقد أن الصوم هو الإمتناع عن الشراب والطعام والشهوات فقط ولكن علينا أن نعلم جميعاً أن حقيقة الصوم ليس مجرد الإمتناع عن الشراب والطعام ، فالصيام الحقيقي هو الصيام عن المعاصي بتركها وهجرها، وهو (صوم الجوارح) أي الأمور القلبية ويُقصد هنا "الصيام عن النفاق، والكذب والحقد، والغل،الحسد ،والأذى، والغيبة والنميمة والغش والخداع. وليس الصيام عن الشراب والطعام فقط
يعتبر الصوم سر بين العبد وربه
حيث قال رسولنا الكريم:قال الله عز وجل:(كل عمل إبن آدم له إلا الصيام فإنه لي وانا أجزي به) صدق رسول الله صلوات الله ورضوانه عليه
فلم يفرض الله علينا الصيام ليعذبنا فنشعر بالعطش والجوع ويمنع منا الشراب والطعام.. لا..
إنما فرضه علينا للوصول لدرجة عالية من التقوي ويميز الله عباده المتقيين من غيرهم وأن نقي أنفسنا من عذاب النار.
قال رسولنا الكريم :
(رُبّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش) وقال أيضا:(أتدرون من المفلس؟ قال رسول اللهﷺ: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطُرِحَتْ عليه، ثم طرح في النار.) صدق رسولنا الكريم صلوات الله ورضوانه عليه.
فلا تبحثوا عن الفوز بصيام رمضان بتواجدكم بين أعمدة المساجد فقط والتسابق من الأسرع في قراءة القرآن دون تدبره والعمل به. فاجعلوا دينكم يظهر في أخلاقكم ، في تعاملكم مع الناس، في تسامحكم مع الآخرين. وفي تصرفاتكم وأخلاقكم في الخصومة فالخصومة تفضح متصنعي الدين. إبحثوا عن الدين في الأخلاق بطهارة القلوب والأرواح من الحقد والحسد والنفاق والغل. والطمع والفتن.صوموا الصوم الحق
ليس الصيام من العطش والجوع ولكن الصوم عن اللغو ونهش الأعراض وأذي الناس. ليس العبرة في التباهي بالتدين. ولكن العبرة أين وصل الدين والقرآن والصيام فيك وفي سلوكك وأخُلاقك و تعاملك مع الآخرين. "صوموا عن النفاق، والحقد، والغل، والشر، والأذى، وكسر الخواطر.. قبل أن تصوموا عن الطعام والشراب" فقال الله تعالى
(يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم)
اللهم اجعل رمضان فاتحة خير وبركة علينا، واغفر لنا فيه ذنوبنا، وطهر فيه قلوبنا، وبلغنا تمامه برضاك وعفوك، وأعنّا فيه على الصيام والقيام وتلاوة القرآن وتدبره والعمل به، وارزقنا فيه القرب منك وحسن التوكل عليك.