recent
أخبار ساخنة

نفس مطمئنة /شيفاتايمز






 نفس مطمئنة


بقلمي/ مصطفى عبدالله 


كأنها نجمة أبت أن تنطفئ في ليل حالك، روح خفيفة كنسيم الفجر، لا تكسرها الرياح، ولا تذبلها الأيام.


 تنساب في الحياة كجدول رقراق، لا تعوقه الحجارة، ولا يوقفه التيه.


 لا تغرق في ضجيج الدنيا، ولا يربكها اضطراب الموج، فبين جنبيها سكون عظيم، وفي صدرها وطن من نور.


إنها النفس التي أيقنت أن الأقدار لا تخطئ، وأن الفقد ليس نقصا، بل اكتمال من نوع آخر. 


لم تعد تخشى الخذلان، لأنها لم تعد تنتظر، ولم تعد تهاب الفقد، لأنها تؤمن أن ما عند الله أبقى. 


تتلقى صفعات الحياة بصبر العارفين، وتقرأ رسائل القدر بعين اليقين. 


تبكي فلا يراها أحد، وتنهض كأنها لم تسقط يوما، تبتسم كأن الحزن لم يمر بها، وتصمت كأنها لم تجرح أبدا، فبينها وبين الألم عهد قديم، أن يمر بها دون أن يترك فيها ندبة.


النفس المطمئنة ـ لا تحمل أثقال الأمس، لا تلتفت لمن خذلها، ولا تسأل لماذا تأخر الفرح، فاليقين يسكنها بأن لكل شيء ميعاده، وأن الأرزاق لا تضيع، وأن ما أخره الله كان خيرا مما استعجلته القلوب. 


لا تبحث عن يد تمسك بها، لأنها اليد التي تمسك، والروح التي تداوي، والقلب الذي لم يخذله النبض يوما.


 إذا خذلها البشر، رفعت رأسها للسماء، وإذا أوجعها الدرب، مشت عليه بثبات، وإذا أظلمت الطرق، أغلقت عينيها على ذكر يضيء العتمة.


 لا تكل، لا تمل، لا تنتظر شيئا من الأرض، فقد امتدت جذورها في السماء، وروحها تسكن رعاية الله، حيث الطمأنينة الحقيقية، حيث السلام الذي لا يخفت نوره أبدا.


وإن سألتها عن سر سكينتها، عن سر ثباتها رغم الزلازل، عن سر ابتسامتها وسط العواصف.


                        لقالت:


 هو الله ـ هو الله ـ وكيف يضطرب قلب يملؤه الله.



google-playkhamsatmostaqltradent