recent
أخبار ساخنة

حفظة القرآن في التمامة.. نجوم تتلألأ في سماء الإيمان/شيفاتايمز

حفظة القرآن في التمامة.. نجوم تتلألأ في سماء الإيمان

حسين السمنودي

في ليلة أشرقت بنور الإيمان، اجتمع أهالي قرية التمامة في رحاب دار الإمام لتحفيظ القرآن الكريم، ليشهدوا احتفالًا بهيجًا بتكريم كوكبة من حفظة كتاب الله. مشهد يفيض بالروحانية، ويجسد ارتباط أهل القرية العميق بالقرآن الكريم، باعتباره المنهج الذي يهتدون به، والميراث الذي تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل.

وقد زاد الحفل تألقًا بحضور نخبة من الشخصيات المجتمعية البارزة، على رأسهم عمدة القرية الأستاذ عبد المقصود الحناوي، والدكتور يوسف البربري، والدكتور نصرالله السيد عطيوة، والحاج إبراهيم الحاطي، إلى جانب محفظي الدار الذين بذلوا جهودًا كبيرة في تحفيظ وتعليم كتاب الله، الأستاذ محمد أشرف حامد والأستاذ أحمد ياسر، فكانوا بحق منارات تهدي الأجيال إلى الخير والاستقامة.

*** مسابقة القرآن.. مشهد إيماني يفيض نورًا

وكانت المسابقة الكبرى لحفظ القرآن الكريم محور الاحتفال، حيث تنافس عشرات الطلاب بمختلف أعمارهم، في مشهد يعكس مدى تعلق أهالي التمامة بكتاب الله، وحرصهم على تربية أبنائهم على القيم النبيلة المستمدة من آياته. وعندما حانت لحظة إعلان الفائزين، علت صيحات التكبير، وامتلأت الأعين بدموع الفخر، فقد تجلت الفرحة في وجوه الآباء والأمهات وهم يشاهدون أبناءهم يحملون أعظم كنز يمكن أن يزين القلوب والعقول.

*** الدكتور سعيد حامد.. داعية ينشر نور القرآن

ولم يكن هذا النجاح ليكتمل دون جهود العلماء والدعاة المخلصين، وعلى رأسهم الدكتور سعيد حامد، مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، الذي قدم دعمًا كبيرًا لمسيرة حفظة القرآن، إيمانًا منه بأن بناء جيل متشبع بروح القرآن هو حجر الأساس في نهضة الأمة. فكان نموذجًا للعالم الداعية الذي يكرس علمه وجهده في خدمة كتاب الله، ودعم الفعاليات التوعوية التي تغرس القيم الإيمانية في النفوس.

لقد كانت بصمة الدكتور سعيد حامد واضحة في دعم الأنشطة القرآنية، وتشجيع محفظي القرآن وتيسير سبل التعلم أمام الطلاب، ليظل أثره الطيب ممتدًا في كل قلب يحمل كلام الله. فهو لا يرى أن حفظ القرآن يقتصر على التلاوة، بل يؤمن بأنه حياة تُعاش، ورسالة تهدي إلى الخير، ومنهج قويم يقود إلى النجاح.

*** دار الإمام.. مشعل نور لا ينطفئ

إن دار الإمام لتحفيظ القرآن لم تكن مجرد مكان لتلقي الدروس، بل أصبحت شعلة مضيئة تهدي أبناء القرية إلى طريق الخير، وترسخ في نفوسهم حب القرآن والعمل بأحكامه. وما تحقق في هذا الحفل المبارك ليس إلا انعكاسًا لمسيرة طويلة من العطاء، تسير عليها قرية التمامة منذ أمد بعيد، إيمانًا منها بأن القرآن هو الحصن الحصين للأمة، والمصدر الأسمى لبناء القيم والمبادئ.

*** رسالة حب لحفظة القرآن

لم يكن الحفل مجرد مناسبة لتوزيع الجوائز، بل كان رسالة قوية تؤكد أهمية دعم حفظة القرآن، وتشجيع الأجيال القادمة على الاقتداء بهم. فقد كانت الجوائز التي منحت لهم بمثابة شهادة تقدير من المجتمع لجهودهم، وحافزًا لهم لمواصلة رحلتهم المباركة مع كلام الله، الذي سيظل النور الذي يضيء دروبهم.

*** القرآن.. النور الذي لا يخبو

وهكذا، يثبت أهل التمامة أنهم نموذج مشرف للمجتمعات التي تبني مستقبلها على أسس راسخة من الإيمان والعلم. فهم يدركون أن القرآن هو الإرث الأغلى، والنور الذي لا ينطفئ، والهداية التي تقود إلى الخير في الدنيا والآخرة. فهنيئًا لهم بهذا التميز، وهنيئًا لكل من ساهم في بناء هذا الصرح القرآني العظيم، الذي سيظل بإذن الله نبراسًا للأجيال القادمة، وصدقة جارية تُكتب في ميزان حسناتهم إلى يوم الدين.
google-playkhamsatmostaqltradent