حكاوي رمضانيه .... موائد الرحمن ... فكرتها و بدايتها في مصر/ شيفاتايمز
✍️ منى حسن ـ مكتب ادفو
تنتشر في مصر في رمضان موائد الرحمن والتي تخصص لإطعام الغير قادرين وإطعام المسافرين ومن لا يسعفه الوقت للوصول الي بيته في موعد في موعد الإفطار .....، وهناك من يتبرع للإنفاق على تنظيمها في أوقات أخرى من العام
ولكن كيف بدأت موائد الرحمن ومن أين أتت الفكرة؟
يعتقد الكثيرون أن أول من أقام مائدة رحمن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين أقام مائدة للوفد الذي جاء إليه من الطائف أثناء وجوده بالمدينة، لكن مائدة الرحمن بشكلها المعتاد في العصر الحالي بدأت بعد ذلك بكثير.
ويقال إن أول من أقام مائدة في شهر رمضان هو الخليفة العزيز بالله الفاطمي، وأقامها ليفطر منها أهل جامع عمرو بن العاص.
ويذكر أنه في زمن الخليفة العزيز بالله كان يخرج من مطبخ القصر على مدار شهر رمضان 1100 قدر يوميا، تحتوي ألوانا مختلفة من الطعام لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين عند الإفطار، وبعدها كان الخليفة يجلس في شرفة كبيرة في قصره حين يحين وقت الإفطار، ويقضي الوقت في سماع القرآن الكريم ومشاهدة حلقات الذكر.ويستمر ذلك الطقس حتى منتصف الليل، وبعدها يأمر الخليفة بتوزيع الهدايا على الفقراء حتى يحين موعد السحور، فتجد مائدة عامرة في نفس مكان الإفطار.
وبحسب الروايات فإن مائدة الرحمن حملت في البداية اسم "دار الفطرة"، وكانت خارج القصر. وكان القائمون على قصر الخليفة الفاطمي يوفرون مخزوناً كبيراً من السكر والدقيق لصناعة حلوى رمضان مثل الكنافة والقطايف وغيرها.
وتشير مصادر أخرى إن جذور موائد الرحمن تعود إلى العصر الفاطمي في مصر، حيث كان الحكام وكبار رجال الدولة يقيمون ولائم ضخمة في شهر رمضان، ويطلقون عليها اسم "سماط الخليفة"، وكانت هذه الولائم يحضرها الفقراء والأغنياء على حد سواء.
كانت المائدة تشتمل على اللحم والأرز والعسل وحب الرمان، والتمر، كما اهتم الفاطميون بإعداد الحلوى الرمضانية، مثل الكنافة والقطايف، وتوزيعها على الناس، وأيضا الكعك وتوزيعه في أيام عيد الفطر المبارك.
ولكن هناك بعض الروايات التاريخية تقول إن أول مائدة رحمن ظهرت كانت في عهد الخليفة العباسي "هارون الرشيد" الذي أقام موائد الرحمن بحديقة قصره.
وذهبت روايات أخرى إلى أن أول من أقام مائدة رحمن في مصر كان أحمد بن طولون عام 880م، في السنة الرابعة لولايته، وأخبر الجميع بأن تلك المائدة سوف تستمر طوال أيام شهر رمضان الكريم، وبعد مرور فترة من الزمن اختفت موائد الرحمن قبل أن تعود مرة أخرى.
وفي القرن العشرين بدأت موائد الرحمن في العودة مرة أخرى بمصر، تحت رعاية حكومية لـ بنك ناصر الاجتماعي، الذي كان يُقيم مائدة رحمن بجوار الجامع الأزهر، يفطر عليها أربعة آلاف صائم من أموال دافعي الزكاة.
وقد استمرت موائد الرحمن مرتبطة بشهر رمضان عبر العصور الإسلامية المختلفة وظل الأغنياء يتسابقون إليها كل عام، ويعدون لها العدة حتى تطورت ووصلت لوقتنا هذا، حيث يقوم الأغنياء بإعداد موائد الرحمن لكل المحتاجين وعابري السبيل.