recent
أخبار ساخنة

تصريحات ترامب.. دعمٌ للإرهاب وتهديدٌ للمصالح الأمريكية في المنطقة/شيفاتايمز




تصريحات ترامب.. دعمٌ للإرهاب وتهديدٌ للمصالح الأمريكية في المنطقة

بقلم: حسين السمنودي

جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة خلال لقائه مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بمثابة إعلان صريح عن تبني الولايات المتحدة لرؤية إسرائيلية متطرفة تهدف إلى طرد سكان غزة إلى دول مجاورة، بل والتعامل مع القطاع وكأنه ملكية أمريكية. هذه التصريحات لم تثر الغضب العربي فحسب، بل جاءت بمثابة تحدٍّ صارخ للمجتمع الدولي وللشرعية الدولية، التي تعتبر غزة جزءًا من الأرض الفلسطينية المحتلة.

موقف حزب الغد: رفضٌ قاطعٌ لهذه السياسة

في هذا السياق، أكد المهندس موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، رفضه القاطع لهذه التصريحات، مشددًا على أن الانحياز الأعمى للإدارة الأمريكية تجاه إسرائيل لن يؤدي إلى تحقيق السلام، بل سيساهم في تغذية العنف وخلق بيئة خصبة للإرهاب في المنطقة. وأوضح أن ما يقوم به ترامب يمثل خطرًا ليس فقط على الفلسطينيين، بل على المصالح الأمريكية نفسها، إذ إن الاستمرار في هذا النهج العدواني سيزيد من مشاعر الغضب والكراهية تجاه الولايات المتحدة، سواء من الشعوب العربية أو حتى من حلفائها التقليديين في المنطقة.

البيان العربي الخماسي.. رسالة يجب أن تُسمع

وأشار موسى مصطفى موسى إلى أهمية البيان المشترك الذي أصدرته خمس دول عربية حليفة للولايات المتحدة – مصر، الأردن، السعودية، الإمارات، وقطر – والذي رفض بشكل قاطع الطرح الأمريكي-الإسرائيلي بشأن تهجير الفلسطينيين وتصعيد العدوان ضدهم. فقد شدد البيان على ضرورة تمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من إدارة قطاع غزة، باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودعم حل الدولتين على حدود الرابع من يونيو 1967.

إن هذا البيان، الصادر عن دول لطالما حافظت على علاقات قوية مع الولايات المتحدة، يمثل رسالة واضحة بأن السياسة الأمريكية الحالية لا تلقى قبولًا حتى بين حلفائها. وعليه، فإن تجاهل هذا الموقف العربي سيؤدي إلى عزلة دبلوماسية متزايدة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ما يضعف نفوذها وقدرتها على لعب دور الوسيط النزيه في أي عملية سلام مستقبلية.

خطرٌ على المصالح الأمريكية

يرى المهندس موسى مصطفى موسى أن السياسات الأمريكية المنحازة بهذا الشكل غير المدروس قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، حيث إنها لا تساهم إلا في تأجيج مشاعر الغضب الشعبي، مما قد يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة. فبدلًا من أن تكون واشنطن طرفًا في تحقيق الأمن والاستقرار، فإنها تتحول إلى طرف يدعم الفوضى، ما قد يؤثر سلبًا على تحالفاتها الاستراتيجية، بل وحتى على أمن بعثاتها الدبلوماسية وقواتها المنتشرة في بعض الدول.

ضرورة مراجعة المواقف

من الضروري أن تعيد الإدارة الأمريكية النظر في مواقفها، وأن تتعامل مع القضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية، وليس وفق الرؤية الإسرائيلية الأحادية. فسياسة "الشيك على بياض" التي يمنحها ترامب لإسرائيل لا تخدم حتى المصالح الأمريكية نفسها، بل تزيد من تعقيد الأوضاع وتؤجج الصراع.

ختامًا

على الولايات المتحدة أن تدرك أن فرض حلول مجحفة وغير عادلة لن يؤدي إلى سلام مستدام، بل إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار. وإذا كانت واشنطن ترغب في الحفاظ على دورها في المنطقة، فعليها أن تستمع لصوت العقل، وتأخذ بعين الاعتبار التحذيرات التي أطلقتها الدول العربية، والتي لم تأتِ من باب العداء، بل من باب الحرص على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
google-playkhamsatmostaqltradent