بقلم/ بسمة عبدالرحمن
كنت أسير في أحد الشوارع وكان هناك بائع فاكهة، وعلى مسافة قريبة منه كانت هناك سيدة مسكينة فقيرة، يبدو عليها العناء والتعب الشديد، اقتربت هذه السيدة من بائع الفاكهة وسألته أن تأخذ منه ثمرة فاكهة واحدة.
حينها لم استطع ان أتمالك دموعي.
هي إمرأة كل ماتتمناه مجرد ثمرة فاكهة، لا تتمنى بيتا فاخرا أو سيارة فارهة أو فستان بماركة عالمية، تشتهي فقط ثمرة فاكهة.
وتذكرت حديث النبي حينما قال: (ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم).
و اخذت افكر كيف أننا كلنا نعيش في مجتمع واحد علي أرض واحدة، منا الغني ومنا الفقير، وقد أمرنا الله في كتابه العزيز بالزكاة وأوصانا النبي بالصدقة في أكثر من حديث (عليه الصلاة والسلام).
ليس في الإسلام فقط بل في كل الديانات السماوية،
وبدأت أسال نفسي من مستفيد أكثر من الأخذ والعطاء؟ الغلابة والمساكين هم الذين يحتاجون الصدقة والاهتمام بهم؟ أم الذي يعطي الصدقة هو المستفيد أكثر؟
إن المسكين يستطيع أن يعيش في اي مستوي ويستطيع أن يتعايش مع أي وضع فقد اعتاد علي الخشونة والحياة الصعبة، ولكن عندما تعطي أي إنسان صدقة، فان مالك لن ينقص لأنه كما قال الحديث الشريف (ما نقص مال من صدقة)
أيضا عندما تعطي أي إنسان فقير أي قدر من المال أو طعام أو ملبس أو ما شابه، فانه يدعو لك في هذا الموقف ويقول: "ربنا يبارك لك".
الدعوة بالبركة، البركة العامة، البركة في المال، البركة في الصحة، البركة في الأولاد، الدعوة عامة تشمل كل شيء .
إنها البركة.
البركة جند من جنود الله، غير مرئي، غير ملموس، هي عنصر عجز علماء الاقتصاد عن فهمه.
هذه الدعوة تساوي ملايين.....وكلنا نحتاج لها.
ان الانتصار علي الذات هو أعظم انتصار.وكما قال الله (ومن يوق شح نفسه فقد فاز فوزا عظيما).
لا توجد فرحة وسعادة أكثر من متعة العطاء، والخروج من بوتقة النفس للاهتمام بالآخرين.
كلنا سنموت وكل شئ ماض الي زوال إلا عمل الخير، فهو باق.
مثلما يحتاج اليك المسكين فأنت أيضا تحتاج إليه ليدعو لك بالبركة.