السيدة رابعة العدوية رضي الله عنها !!
نورا عواجه
مدير مكتب الأقصر
دخل لص إلى السيدة رابعة العدويه ليلا ؛ فنظر فى البيت يمينا وشمالا ولم يجد شيئا غير إبريق ومصلاه؛فلما هم بالخروج
قالت له السيدة رابعة :
ياهذا إن كنت من الشطار فلا تخرج من غير شيئ .
فقال لها اللص : إني لم اجد شيئا .
فقالت له : يامسكين خذ هذا الإبريق وتوضأ وادخل هذا المخدع وصل ركعتين ؛ فإنك لن تخرج إلا بشيئ ؛فتوضا وقام يصلي فتوجه الى مولاه ؛
فرفعت السيدة رابعة طرفها ويديها إلى قبلة السماء وقالت:
(سيدى ومولاي هذا قد اتى إلي ولم يجد شيئا عندي ؛ وقد اوقفته ببابك فلا تحرمه من فضلك وثوابك )
فلما فرغ اللص من صلاة الركعتين لذة له العبادة ؛ فشرع فى ركعتين فما برح يصلي لآخر الليل ؛ فلما كان وقت السحر دخلت عليه السيدة رابعة فوجدته ساجد وهو يقول معاتبا نفسه :
إذا ما قال لي ربي أما استحيئت تعصيني
وتخفي الذنب من خلقي وبالعصيان تأتيني
فما قولي له لما يعاتبني ويقصيني
فقالت له السيدة رابعة : كيف كانت ليلتك .؟
فقال لها : كانت أحسن ليله لقد وقفت بين يدي مولاي بذلي وفقري ؛ فجبر كسري ؛ وقبل عزري ؛ وبلغني المطلوب ؛
ثم خرج هائما على وجهه .
فرفعت السيدة رابعة رأسها وكفيها إلى السماء وقالت :
سيدى ومولاي هذا وقف ببابك ساعة فقبلته ؛ وأنا منذ عرفتك اقف بين يديك اتراك تقبلني ؛؟
فسمعت هاتف يقول لها :
(يارابعة من أجلك قبلناه ؛ وبسببك قربناه ؛)
فأدمعت عيناها فانشدت تقول :
ياسيدى عبدك المسكين فى بابك
يرجوا رضاك فجد بالعفو اولى بك
حاشاك تسدل حجابك دون طلابك
او تبتلي بعذابك قلب احبابك