بين الحياة والموت خيط رفيع"
بقلم/ أشــــــــــرف عبدالعال
الحياة والموت هما نقيضان يجسّدان سرّ الوجود البشري، بينهما خيط رفيع يمثّل الأمل والخوف، حيث يسير الإنسان يوميًا بينهما دون أن يدرك مدى قربه من أحدهما. هذا الخيط يعبر عن قدرة الإنسان على التحمّل والصمود، فهناك من يواجه الموت ويتشبث بالحياة أكثر، ويجد في لحظات الألم والمرض دافعًا لإعادة ترتيب أولوياته ومواصلة السعي.
الأمل هو ما يجعل الإنسان يستمر رغم كل الصعاب، فحتى عندما تبدو الحياة مليئة بالمشقات، يجد الإنسان نفسه مدفوعًا للتغلب على اليأس بشعلة أمل صغيرة. هذا الخيط الرقيق يجعل من الحياة رحلة مؤقتة، يدرك فيها الإنسان قيمة وقته ويتجه نحو أحلامه وأهدافه، فيجد في مواجهته للموت دافعًا أكبر لتمسكه بالحياة.
ومن المنظور الإسلامي، نجد ان الموت والحياة ليسا سوى جزء من نظام دقيق، يتداخلان
كوسيلة لاختبار الإنسان، إذ يعتبر الإسلام الدنيا محطة مؤقتة للعبور إلى دار القرار، ويُعد الموت بوابةً للحياة الأبدية. يوضح القرآن الكريم أن الحياة الدنيا قصيرة وفانية، وأن الآخرة هي الحياة الحقيقية، وذلك يدعو المؤمن للتوازن بين متطلبات الدنيا وإعداد نفسه للقاء الله. يعبر هذا الخيط الرفيع عن رحلة الإنسان، وهو بين الخوف من الله ورجاء رحمته، متحررًا من التعلق بالدنيا، ومركزًا على العمل الصالح.
الإسلام،يوضح لنا ان الموت ليس نهاية، بل هو بداية لقاء مع الله. قال تعالى: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً"، في إشارة إلى طمأنينة المؤمن عند لقاء ربه. وبتوازن بين العمل للآخرة والعيش في الدنيا بوعي وتفكر، يجد الإنسان في خيط الحياة الرفيع دافعًا للمضي قدمًا، مدركًا أن الدنيا فانية وأن الاستعداد للآخرة هو السعي الحقيقي.
فالإنسان يُخلِّف أثره في الدنيا من خلال الذكرى الطيبة والعمل الصالح. هذه الأمور لا تقتصر فقط على الخير الذي ينفع الآخرين بل تعود عليه بالنفع حتى بعد رحيله. فالسمعة الطيبة والسيرة الحسنة تظل باقية في قلوب الناس، وتُذكِّر الآخرين بأخلاقه وقيمه، كما أن العمل الصالح يُجني ثماره في الدنيا والآخرة.
الله ولي التوفيق
بين الحياة والموت خيط رفيع"
بقلم/ أشــــــــــرف عبدالعال