إعداد: أسماء مالك - مدير مكتب أسوان
يعاني محصلو مياه الشرب والصرف الصحي في مصر، وخاصة في محافظة أسوان، من ضغوط اقتصادية ونفسية متزايدة.
في ظل الظروف الحالية، يقفون أمام خيار صعب: قبول عقود جديدة قد تعرض حقوقهم للخطر أو الاستمرار في وضعهم الوظيفي غير المستقر. هذا التقرير يستعرض الوضع الراهن والآثار النفسية والمهنية على هؤلاء العاملين.
تتضمن العقود الجديدة عددًا من البنود التي تُعتبر تعجيزية.
من أبرز هذه البنود:
يُفرض على المحصلين تحقيق هذه النسبة خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الكثير من المواطنين، يبدو هذا الشرط غير واقعي، مما يزيد من الضغط النفسي على المحصلين.
ينص العقد على أن المحصلين لن يحصلوا على أي حوافز إلا إذا حققوا نسبة تحصيل 80%. يتطلب هذا الأمر منهم العمل في ظروف صعبة، مما يهدد معنوياتهم ويؤثر سلبًا على أدائهم.
يُعطي البند الرابع عشر الشركة الحق في إنهاء العقد دون إشعار مسبق، مما يجعل مستقبل المحصلين غير مضمون ويجعلهم يعيشون في حالة من القلق والترقب المستمر.
ينص البند السادس عشر على أن المحصل يجب أن يسلم العهدة والمبالغ المحصلة، مع تهديده بمسؤوليات جنائية ومدنية.
هذا الوضع يضاعف الضغط النفسي ويزيد من حالة التوتر بين الموظفين.
من المؤسف أن العقود لا تتضمن بند التأمين الصحي، الذي يُعتبر حقًا أساسيًا لكل عامل. يتعين على الشركة أن توفر الرعاية الصحية لموظفيها لتشجيعهم على الانتماء وتحقيق نتائج أفضل.
تثير المكافآت الممنوحة لكبار المسؤولين العديد من التساؤلات.
في الوقت الذي تُمنح فيه المكافآت دون قيود، يُفرض على صغار الموظفين شروطًا صارمة للحصول على حوافزهم. هذا التفاوت يُظهر عدم التقدير لجهود المحصلين الذين يسهمون بشكل كبير في تحقيق إيرادات الشركة.
في هذا السياق، يُوجه المحصلون نداءً عاجلاً إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بضرورة مراجعة البنود القاسية في عقودهم والعمل على تحسين ظروفهم. يجب أن يشعر المحصلون بالأمان والدعم ليتمكنوا من أداء مهامهم بشكل أفضل.
محصلو مياه الشرب والصرف الصحي هم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصري، ويتطلب وضعهم الحالي وقوف الجميع إلى جانبهم.
إن تحسين أوضاعهم يعكس التزامنا بالعدالة الاجتماعية، ويُعد خطوة نحو بناء مجتمع أكثر إنسانية.
من المهم أن نُدرك أن نجاح الاقتصاد يعتمد على دعم العاملين في الصفوف الأمامية، وأن حقوقهم وكرامتهم يجب أن تكون في مقدمة أولوياتنا.