recent
أخبار ساخنة

"جذور"

الصفحة الرئيسية




بقلم: وسام أحمد - مكتب أسوان


لكل فرد منا جذور وأصول تمتد إلى عائلات واسعة تربطنا بها صلات قرابة قد لا ندرك وجودها. هناك أقارب من أبناء العمومة وغيرهم من فروع العائلة نجهلهم، وكذلك آباؤنا وأمهاتنا، مما أدى إلى تقطيع أوصال العلاقات الأسرية وصلة الرحم، خاصة في ظل التحديات المعيشية والظروف الحياتية اليومية. أصبحت حياتنا محصورة في دائرة الأقارب من الدرجة الأولى والأصدقاء المقربين.


لقد استبدلنا التواصل الحقيقي بوسائل التواصل الاجتماعي، نعيش في العالم الافتراضي أكثر مما نعيش مع أسرنا. حتى المعايدات والمناسبات باتت تُدار من خلال الشاشات، وتراجع دور الزيارات والتجمعات العائلية. أجيال تتوارث هذا النمط حتى انقطعت الجذور العائلية ولم نعد نتواصل إلا صدفة في المناسبات، مثل الغرباء. ومع هذا التباعد، ضاع دور الآباء والأمهات في توثيق الصلات العائلية وتعريف أبنائهم بجذورهم وأصولهم.


أصبحت صلة الرحم شبه منعدمة، إلا من رحم ربي، ومع هذا التحول الاجتماعي، فقدنا الدعم والقوة التي تمنحنا إياها العائلة. إنه لأمر مؤسف أن نجد أنفسنا نعيش في عزلة عن أقاربنا، نعبر عن مشاعرنا ونتجادل ونختبئ خلف شاشات الهواتف، بينما تفتقد حياتنا للبركة والخير، وتفتقر أيامنا لأجواء الأسرة الممتدة.


لذلك، علينا أن نعيد إحياء صلات الرحم، وأن نعود إلى تقاليد الزيارات العائلية والتواصل المباشر مع أقاربنا، لنستعيد ما فقدناه من دفء وبركة العلاقات الأسرية.

google-playkhamsatmostaqltradent