جرائم النتن ياهو وتأثيرها على العالم أجمع
حسين السمنودي
تعتبر سياسات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مثار جدل واسع، حيث ارتبطت بفترة من العنف والصراع في الشرق الأوسط لم يشهد العالم مثل تلك البشاعة من قبل . ومنذ 7 أكتوبر 2023، تصاعدت الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها حكومته، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والسياسية في المنطقة.
..تصعيد العنف في قطاع غزة
في 7 أكتوبر 2023، شنت إسرائيل هجومًا مفاجئًا على غزة، مما أسفر عن مقتل آلاف المدنيين وتدمير البنية التحتية بشكل كبير. واستخدمت القوات الإسرائيلية القوة المفرطة، حيث استهدفت المناطق السكنية والمرافق الحيوية، مثل المستشفيات والمدارس، مما أدى إلى أزمة إنسانية خانقة. هذه العمليات تمت تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، لكن الكثير من المنظمات الدولية اعتبرت ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولقواعد الاشتباك المعروفة.ولكنها فى نفس الوقت أصبحت مكبلة أيديها دون عمل أي شئ .
وتواصلت عمليات القصف والتصعيد العسكري في غزة، ما أدى إلى نزوح جماعي للمدنيين. وكانت ردود الفعل من المجتمع الدولي متباينة، حيث دعت بعض الدول إلى وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية، بينما دعمت أخرى موقف إسرائيل، مما زاد من حالة الإحباط والغضب لدى الفلسطينيين.
...تحدي الأعراف والمواثيق الدولية
تعتبر سياسات نتنياهو تجاه الفلسطينيين، بالإضافة إلى احتلال الأراضي، تحديًا صارخًا للأعراف والمواثيق الدولية. فقد انتهكت إسرائيل العديد من قرارات الأمم المتحدة، مثل القرار 242 الذي يدعو إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها خلال حرب 1967. كما أن الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية يُعتبر انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي، ومع ذلك، يستمر نتنياهو في دعم هذه السياسات، مما يعكس تجاهله لمبادئ حقوق الإنسان.
ونتنياهو أيضًا لم يتردد في استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين، مما يعتبر انتهاكًا لاتفاقيات جنيف، التي تحظر الهجمات على المدنيين وتفرض على الأطراف المتحاربة التمييز بين المقاتلين والمدنيين. وفي العديد من المناسبات، أظهرت التقارير الأممية المستقلة حجم الانتهاكات التي تتعرض لها غزة، والتي تصل أحيانًا إلى حد جرائم الحرب.حتى وصل عدد الشهداء من جراء مجازر قوات الإحتلال الصهيوني إلى أكثر من ٤١ألف شهيد وعشرات الٱلاف من الإصابات ناهيك عن ٱلاف المنازل التى لم تعد تصلح للمأوى .
...عمليات الاغتيال السياسي
تمثل عمليات الاغتيال التي تنفذها الحكومة الإسرائيلية تحت قيادة نتنياهو جزءًا من استراتيجيتها الأمنية. منذ أكتوبر 2023، وقد تم تجديد هذه العمليات، حيث استهدفت قيادات مقاومة وناشطين فى كل مكان . هذه الأعمال تُعتبر انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان، وتؤكد على نهج الحكومة الإسرائيلية في استخدام العنف كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية.
...الصراع مع حزب الله
على صعيد آخر، لم تقتصر انتهاكات نتنياهو على غزة فقط، بل شملت أيضًا عمليات عسكرية ضد حزب الله في لبنان. وشهدت الحدود بين الجانبين اشتباكات متكررة، حيث استخدم نتنياهو خطابًا عسكريًا شديد اللهجة، مما أدى إلى تصعيد مستمر في الأوضاع. حزب الله من جانبه رد على الهجمات الإسرائيلية بشن هجمات صاروخية، مما زاد من التوتر في المنطقة. وفي هذا السياق، تجاهل نتنياهو أيضًا المبادئ الدولية التي تدعو إلى حل النزاعات بالطرق السلمية.
...الحرب السيبرانية
الحرب السيبرانية كانت جزءًا آخر من استراتيجية نتنياهو، حيث استهدفت إسرائيل قيادات حزب الله من خلال هجمات إلكترونية. هذه العمليات تهدف إلى إضعاف القدرات العسكرية للحزب، لكنها قد تؤدي إلى تصعيد الصراع في ظل الردود الانتقامية المتوقعة. وتعتبر هذه العمليات أيضًا تحديًا للأعراف الدولية، حيث يتم استخدام التقنيات الحديثة كوسيلة للضغط العسكري والسياسي.
وفى الختام
ومع تفاقم الأوضاع، أدت سياسات نتنياهو إلى تفجير الأوضاع الإنسانية والسياسية، حيث تفاقمت الأزمات الاجتماعية والاقتصادية في غزة والضفة الغربية. والعنف الذي يمارسه الاحتلال والجرائم المستمرة جعلت من الصراع قضية ملحة تتطلب حلاً سياسيًا عاجلاً يضمن حقوق جميع الأطراف.وتستعد إسرائيل لهجوم بري يزيد من مأساة الذعب اللبناني المثخن أصلا بالجراح .
تُظهر الأحداث الحالية أن السياسات المتبعة من قبل نتنياهو لا تؤدي إلا إلى المزيد من الدماء والدمار. إن تجاهله للأعراف الدولية وحقوق الإنسان يعكس عدم رغبة حقيقية في تحقيق السلام. لا يمكن حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إلا من خلال الحوار والتفاهم، وهو ما يتطلب تغييرات جذرية في السياسات الحالية تجاه حقوق الإنسان والسلام في المنطقة.