"رحلة في قطار العمر"
حسين السمنودي مدير مكتب الإسماعيليّة
رحلة فى قطار العمر..تلك الرحلة هي استعارة عميقة تصف مسار حياة الإنسان، بدءًا من لحظة الولادة وصولاً إلى النهاية. هذه الرحلة ليست مجرد انتقال زمني، بل هي تجربة مليئة بالتحديات، والفرص،والذكريات والتطورات التي تشكل كل جانب من جوانب الحياة.
وتبدأ الرحلة عند نقطة الانطلاق التي تمثل بداية حياة الإنسان. في هذه المرحلة، يكون الشخص في مرحلة الطفولة، حيث يكتسب الأساسيات التي تشكل شخصيته، ومن القيم والمبادئ إلى المهارات الأساسية. وتنطوي هذه الفترة على الاكتشاف والتعلم، حيث يستكشف الطفل العالم من حوله ويبدأ في فهم نفسه والبيئة التي يعيش فيها.
ومع مرور الوقت، ينتقل الإنسان إلى مرحلة التعليم، حيث يكون التوسع في المعرفة وتطوير المهارات أمرًا أساسيًا. وهذه المرحلة تمثل فترة من التعلم الأكاديمي والتدريب، وتُعدّ مهمة في تحديد الاتجاهات المستقبلية والتأثير على الخيارات المهنية والشخصية. ويتطور الإنسان خلالها من مجرد متعلم إلى شخص مؤهل وقادر على مواجهة التحديات المعقدة.
ثم تأتي مرحلة النضج، حيث يصبح الإنسان مسؤولاً عن حياته ومستقبله. ويشمل هذا الوقت بدء العمل، وتطوير مسيرته المهنية، وبناء علاقات اجتماعية، وإقامة أسرة. ويكون التركيز في هذه الفترة على تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية، وتنمية العلاقات الأسرية والاجتماعية، وتجاوز العقبات التي قد تظهر في الطريق.
ومع تقدم العمر، يدخل الإنسان في فترة من التأمل والتفكير العميق في حياته وإنجازاته. تصبح مرحلة التقاعد فرصة للتفكير في الإرث الذي يتركه، وتقييم الرحلة التي قطعها. وتكون هذه الفترة مخصصة للتأمل في التجارب السابقة، وتقدير النجاحات، والتعامل مع التحديات التي تمت مواجهتها.
وأخيرًا، يصل الإنسان إلى المرحلة الأخيرة من الرحلة. خلال هذه الفترة، يتم تقييم الأثر الذي تركه الإنسان في حياة الآخرين والمجتمع. ولا تُقيَّم هذه المرحلة فقط بالإنجازات الملموسة، بل أيضًا بالذكريات والعلاقات التي أثرت في حياة الآخرين.
"رحلة في قطار العمر" تمثل تتابعاً طبيعياً للتجارب والخبرات التي تمر بها الحياة. وتدعونا هذه الرحلة إلى استثمار كل لحظة، وتقدير كل مرحلة من مراحل الحياة، والعمل على تحقيق التوازن بين الطموحات الشخصية والمساهمة في المجتمع. والحياة هي سلسلة من المحطات التي تتيح لنا النمو والتعلم والتطور، وعلينا أن نستفيد منها على أكمل وجه ونترك أثراً إيجابياً يظل عالقاً في ذاكرة الآخرين.
ثم تتوقف الرحلة نهائيا فى محطتة اللانهائية واللاعودة فيها لينتقل إلى مرحلة جديدة تكون بينه وبين الله. إما جنة وإما نار..نسأل الله العفو والعافية .