مجزرة جديدة وسط تقاعس العالم كله
حسين السمنودي مدير مكتب الإسماعيليّة
شهدت غزة اليوم واحدة من أكثر الأيام دموية في تاريخها الحديث، حيث قُتل أكثر من 220 شخصاً وأُصيب أكثر من 400 آخرين في سلسلة من الهجمات العنيفة التي استهدفت القطاع المحاصر. هذا الهجوم الوحشي ليس حادثة فردية بل هو جزء من سلسلة من التصعيدات التي تعاني منها غزة منذ سنوات طويلة، والتي تترافق دائماً مع تقاعس المجتمع الدولي، بما في ذلك العالم العربي، وأمريكا، وأوروبا.
وقعت المذبحة عندما قامت القوات الإسرائيلية بتنفيذ غارات جوية مكثفة على عدة مناطق في غزة، مستهدفةً المباني السكنية والبنية التحتية المدنية. الصور والمقاطع المصورة من مواقع الهجوم تظهر الدمار الواسع والضحايا المحاصرين تحت الأنقاض. المستشفيات في غزة، التي تعاني أصلاً من نقص في الموارد، تجد نفسها غير قادرة على التعامل مع هذا العدد الهائل من الجرحى، مما يزيد من معاناة المدنيين الأبرياء.فى حين أعلنت إسرائيل أنها إستطاعت تحرير ٤ رهائن أحياء بالتعاون بينهم وبين القوات الأمريكية والبريطانية.
وما يزيد من ألم الشعب الفلسطيني في غزة هو تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ خطوات فعالة لوقف هذه الانتهاكات. العالم العربي، الذي من المفترض أن يكون داعماً رئيسياً للقضية الفلسطينية، يبدو مشلولاً وغير قادر على اتخاذ موقف حازم. الأنظمة العربية تنشغل بخلافاتها الداخلية وتسعى لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب القضية الفلسطينية.
أما الولايات المتحدة وأوروبا، فغالباً ما يقتصر دورهما على إصدار بيانات الشجب والاستنكار التي لا تتبعها أي خطوات عملية لوقف العنف. الدعم العسكري والمالي المستمر لإسرائيل من قبل الولايات المتحدة يعكس تناقضاً صارخاً بين ما تعلنه من دعم لحقوق الإنسان وما تطبقه على الأرض.
وتتعاظم مأساة غزة يوماً بعد يوم، حيث يعيش السكان تحت حصار خانق يجعل من حياتهم اليومية صراعاً مستمراً من أجل البقاء. الآلاف من العائلات تفقد منازلها وتضطر للعيش في ظروف قاسية، بينما يعاني الأطفال من صدمات نفسية طويلة الأمد بسبب مشاهد العنف التي يشهدونه
في الختام، تظل المذبحة التي وقعت في غزة اليوم شاهداً على معاناة شعب يتعرض لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وسط صمت وتقاعس عالمي مخزٍ. لا يمكن للعالم أن يستمر في تجاهل هذه الكارثة الإنسانية، ويجب أن تكون هناك تحركات جادة وفوري
