الإعلامي عبدالواحد فضل
يكتب/ إياكم وسوء الظن
من منا لم يعاني في يوماً من الايام من سوء الظن وفهم الآخرين له خطاً؟!
من منا لم يُظلم و تُفسر أفعاله وأقواله خطاً ويؤذى ذلك مشاعره وقد يعرضه للخطر وخسارة الآخرين.
يعتبر سوء الظن من أسوأ ما قد يتصف به الإنسان
ولقد نهانا الله عز وجل عن سوء الظن واعتبره من الأخلاق المذمومة وحذرنا منه في مواضع كثيرة
منها ما جاء في قوله عز وجل :يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيراً من الظن أن بعد الظن آثم
الآية (12) من سورة الحجرات.
ورسولنا الكريم محمد صل الله عليه وسلم نهانا عن الظن السئ بالآخرين فهو من اسرار امراض القلوب لأن صاحبه يُجزم بما في نفسه حتى وإن لم يصل إلى درجة اليقين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث (متفق عليه)
فتذكروا جيداً أن سوء الظن مرض يقتل كل شئ جميل
ولسوء الظن انواع وأسوأ هذه الأنواع هو سوء الظن بالله فقد يظن الإنسان سوءاً بدلاً من أن يُحسن الظن بخالقه وارزاقه فيصبح ويمسئ ظانا أن شاء لن يغفر له خطاياه أو لن يعطيه أو يرزقه ولم يعينه في حياته وما إلى ذلك من الظنون السيئة بالله فعلينا أن ندرك جيداً أن سوء الظن بالله سبب في استحقاق غضب الله تعالى وسخطه والعياذ بالله
يقول الله عز وجل في الحديث القدسي الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه :
انا عند حسن ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه وإن تقرب إليه بشبر تقربت إليه ذراعاً وان تقرب إليه ذراعاً تقربت إليه باعاً وإن أتاني يمشئ اتيته هرولة .
صدقت رب العزة وتجلى سلطانك فلنا فيك ظنون لا تخيب يا الله .
ومن أنواع سوء الظن أيضاً سوء الظن بالنفس وسوء الظن بالآخرين وهناك أسباب هامة قد تدفع الشخص للوقوع في سوء الظن منها الجهل بالشرع وسوء الفهم والقصد ، الصحبة السيئة ، الحقد ، الغيرة المفرطة، الكراهية ؛وإيقاع الإنسان لنفسه في مواضع سوء الظن
وكما أن لسوء الظن اسباب فإن هناك عدة وسائل مُعينة على ترك سوء الظن منها:
ذكر الله،والاستعاذة من الشيطان، مجاهدة النفس وكفها عن الاسترسال في الظنون، معرفة الله عز وجل سماته وصفاته، العلم ومعرفة الحكم الشرعي لسوء الظن، عدم الإصرار على سوء الظن وانزال النفس منزلة الآخر ، ترك تتبع عورات الناس ، البعد عن بواطن التهم والريبة وسوء الظن ، والتماس الاعذار للآخرين، حمل الكلام على أحسن المحامل . واستحضار افات سوء الظن
وقد تعددت اقوال السلف والعلماء في سوء الظن منها على سبيل المثال لا الحصر :
يقول علي بن ابي طالب رضي الله عنه وأرضاه:
سوء الظن يفسد الامور ويبعث على الشرور.
ويقول أيضاً: ليس من العدل القضاء على الثقة
ويقول الغزالي: سوء الظن غيبة بالقلب
وعملاق الأدب والفكر الراحل عباس محمود العقاد يقول: احسن الظن بالناس كأنهم كلهم خير واعتمد على نفسك كأن لا خير في الناس.
اذكركم ونفسي بأن سوء الظن مفتاح الشرور وبوابة الآثام وأن سوء الظن بالله فيه الهلكة فعلينا أن نحسن الظن بخالقنا القادر على كل شئ
وعلينا أن لا نحكم على الناس ببواطن الأمور فإنها من اختصاص الله سبحانه وتعالى فقد يؤدي سوء الظن إلى الشقاق والنزاع ووقوع الفتن ويؤثر بالسلب على علاقتنا الإنسانية .
احسنوا الظن بالله وبالناس انها دنيا وليست جنة
وجاهدوا النفس الإمارة بالسوء في كافة أمور حياتكم
فما أجمل أن يكون لدينا ناس طيبين يحسنون الظنون بنا ويغفروا لنا أن أخطأنا ويلتمسوا لنا الأعذار
أن قصرنا معهم في السؤال عنهم.
علينا أن نحسن الظن بالله و الاخرين وإلا ندخل في نوايا البشر فهم على سوء نياتهم ونواياهم يرزقون
ليس علينا تبرير نوايانا ومقاصدنا في كل المواقف فمن يعرفنا جيداً لن يسئ الظن بنا أبداً .
اللهم إنا نظن بك عفواً وغفراناً وتوفيقاً وتيسيراً وسعادة وفرحاً ورزقاً حلالاً طيباً مباركاً فيه ، حسن الخاتمة
فهب لنا مزيداً من فضلك يا واسع الجود والفضل
والله من وراء القصد
وعلى الله قصد السبيل
والله الموفق المستعان..