(لافندر سيستم )
والسقوط العربي فى بؤرة الذكاء المعلوماتي
حسين السمنودي
دعونا نتحدث بصراحة بعيدا عن أي تعقيدات ومهاترات وبكل بساطة ووضوح لابد وأن نؤمن نحن شباب العرب بأننا وقعنا فى مشكلات لاحصر لها وبأنفسنا .مندفعين إلى ذلك وبقوة الصاروخ ولم يجبرنا أحدا على فعل ذلك.
وقبل أن نتحدث عن النظام الأليكتروني ( لافندر سيستم) والذكاء المعلوماتي الذي إستحدثه الكيان الغاصب الصهيوني لمحاربة من يريد سواء بداخل فلسطين المحتلة أو البلاد التي تجاوره وإن صح القول فمع العالم أجمع حتى الدول التي تساعده وتتكفل بكل شئ لتقوية ذلك الكيان الغاصب ليصبح اليد القوية التى تبطش بكل من تسول له نفسه أن يفكر ولو مجرد التفكير فى ضرب إسرائيل أو مضايقتها .
لابد وأن نعود للوراء قليلا فالشئ بالشئ يذكر وخاصة فى حرب العدوان الثلاثي على مصر فى سنة ١٩٥٦م.
عندما توحدت ثلاثة دول على ضرب مصر وهي إسرائيل وفرنسا وبريطانيا .وكل دولة من هؤلاء كان لها غرض فى ذلك الإعتداء .
إسرائيل دائما وأبدا تريد أخذ سيناء مهما كلفها ذلك فأخذتها وسيطرت عليها وعلى محاورها الداخلية والخارجية .وفرنسا دخلت الحرب لتأديب مصر لمساعدتها الثورة الجزائرية وأما بريطانيا فأرادت أن تثأر لرحيلها عن مصر تجر ذيول الخيبة والهزيمة والإنكسار بعد إحتلال دام لأكثر من سبعين سنة متواصلة من إحتلالها لمصر.
كل ذلك شئ طبيعي فى الصراع العربي الغربي والصهيوني.ولكن الأهم فى الموضوع أن إسرائيل بعد إنسحابها من سيناء سنة ٥٦ بعد العدوان الثلاثي إستعملت ذكائها من خلال أجهزة مخابراتها سواء الموساد والشاباك وٱمان فى جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن المصريين فى خلال تلك الفترة مابين العدوان الثلاثي ونكسة ١٩٦٧ م حرب الٱيام السته كما يطلقون عليها.
إستطاعت فى تلك الفترة أن تتابع جيدا جميع الجرائد المصرية خاصة والعربية عامة وأن تركز على صفحات الوفيات .
فكل مصري مات له غالي وعزيز كان ينشر نعيه فى الجرائد .مات اللواء فلان ويعمل فى كذا.وقريب الضابط فلان .ونسيب المهندس كذا ويعمل فى كذا وهكذا.
إستطاعت أجهزة المخابرات الصهيونية وبكل بساطة وسهولة أن تجمع قاعدة بيانات كاملة متكاملة عن النخب المصرية والضباط العسكريين وضباط الداخلية والمجتمع المدني.
وكل ذلك تم تدوينه بعناية فائقة لا مثيل لها .
وعند حرب ٥ يونيه سنة ١٩٦٧ م وهزيمة مصر والإنسحاب الكامل من شبه جزيرة سيناء .فى بداية الأمر إرتكبت القوات الصهيونية مجازر يندى لها الجبين بعيدا عن الإنسانية ومارسوا خلالها كل معان الوحشية والجبروت دون النظر إلى أي عهود أومواثيق دوليه.ولكن بعد مرور بعض الوقت وقع بعض الطيارين الصهاينة فى الأسر فكان لزاما عليهم وقف تلك المجازر اللاإنسانية حتى يتم تبادل الأسري فيما بعد .
والمهم فى ذلك .عند التحقيق مع الأسري المصريين كانوا يدونون إسمه بالكامل ومكانه ووحدته وغير ذلك من الأمور العسكرية.
فيأخذون الأسماء ثم يخرجون مافى جعبتهم من البيانات التى جمعوها عن المصريين من خلال الجرائد فيأتون بالضابط المصري ويقولون له أنت قريب فلان الذي يعمل فى كذا وكذا وهنا كانت الصدمة والألم النفسي الرهيب الذي تعاملوا به مع الاسري لكي يفقدوهم الثقة بقياداتهم العسكرية فيسخطوا عليها وعندما يعودون لأهلهم وذويهم ينقمون على كل شئ.. هؤلاء الصهاينة يتعاملون معنا بكل جدية وليس لديهم مجالا للعب.ويفعلون معنا الٱن مثلما فعلوه مابين العدوان الثلاثي وحرب النكسة.هم الٱن يراقبوننا جيدا عبر وسائل التواصل الإجتماعي عبر الفيس بوك والواتس ٱب وأنستجرام وكل تلك الوسائل التى تم إستحداثها ليسطروا بها علينا ويجمعوا أكبر قدر ممكن من المعلومات.
ولكننا للأسف لم نتعلم من دروس الماضي أي شئ.
نحن شباب وفتيات العالم العربي فى الفيس بوك نتكلم عن أدق أدق تفاصيل حياتنا .عن أعمالنا ومايحدث فى كل مصلحة .عن أقربائنا عن المشاكل التى بين الأقارب والجيران عن تفكيرنا وما نريد.عن ميولنا وإتجاهاتنا .وكل ذلك يصب فى قاعدة البيانات التى أقاموها لكل مصري ومصرية بل لكل عربي وعربية .حتى إذا جاءت الفرصة للقضاء علينا فإنهم يبدأون أولا بما يؤلمنا .ثم يتابعون خططهم لتدميرنا وبأيدينا.
ولذلك وقبل ٦ سنوات إستطاعت الأجهزة الصهيونية المخابراتية من متابعة خيوط المقاومين الفلسطينيين وقادتهم من خلال أجهزة الإتصالات الخاصة بهم وتحديد هويتهم وأماكنهم وتحركاتهم .وأستطاعت حصر مايقرب من ٣٦ ألف عنصر من عناصر المقاومة من حماس والجهاد الإسلامي فى فلسطين المحتلة بالداخل والخارج وركزت على قطاع غزة خصيصا لأنه محور الصراع المباشر الٱن.ومن خلال التتبع الإليكترونى المسمى (لافندر سيستم) الذي قامت بإنشائه وحدة ٨٢٠٠ الخاصةإستطاعت تحديد أماكن المقاومين وضربهم فى أماكن تواجدهم من خلال إتصالهم المباشر من الغرف الأرضية المتحكمة فى الإطلاق بالأقمار الصناعية العسكرية وذلك بالقنابل الغبية بدءا من يوم السابع من أكتوبر سنة ٢٠٢٣ م وتلك القنابل التى حصلوا عليها من أمريكا فهى صماء لاصوت لها .تهبط على المكان المتواجد فيه الإشارة لوجود عنصر من المقاومين فتدمر البناية عن بكرة أبيها وبمن بداخلها لتصبح رمادا.ولذلك يموت المقاوم حتى وإن كان معه عشرات المدنيين الأبرياء .ومن ينظر إلى كثافة أعداد القتلى فى تلك الحرب الشرسة والتى وصل عددهم لأكثر من ٣٤ ألف قتيل وأعداد المصابين تعدت ال ٧٥ ألف مصاب والمهجرين زاد عددهم عن ال ٢مليون مهجر وأعداد المنازل المنهارة فى كل مكان لا حصر لها وكأنه زلزال على أعلى درجاته.. شئ لايصدق بأي حال من الأحوال.إنه نظام ( لافندر سيستم) وقاعدة بيانات الفلسطينيين التى تم إعدادها من قبل من خلال صفحات التواصل الٱجتماعى المختلفة وشبكات المحمول .إنها حرب الذكاء الإليكتروني التي يتم القتل فيها عن بعد.
تلك هى الحرب القذرة التى تتعامل فيها إسرائيل مع أبناء الشعب الفلسطيني بلا إنسانية وبكل جبروت فى الوقت الذي أيقن الوطن العربي أن يؤسر السلامة ويبق سجين حدوده حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
