recent
أخبار ساخنة

عيد تحرير سيناء والتضحيات المصرية بين الأمس واليوم / شيفاتايمز

شيفاتايمز SHEFATAIMS
الصفحة الرئيسية

 








عيد تحرير سيناء والتضحيات المصرية 

بين الأمس واليوم


حسين السمنودي 

عيد تحرير سيناء .هو اليوم الموافق 25  إبريل من كل عام.

وهو اليوم الذي إستردت فيه مصر أرض سيناء بعد إنسحاب ٱخر جندي إسرائيلي وصهيوني منها.

وكان ذلك وفقا لمعاهدة (كامب ديفيد ) وفيه تم إسترداد كامل الأرض ماعدا مدينة (طابا ) التى أستردت فيما بعد بالتحكيم الدولي فى يوم 15 مارس سنة 1989م.

ولكن عندما نتحدث عن تحرير تلك البقعة الغالية من أرض سيناء أرض الفيروز .كان لزاما علينا أن نعرض بعضا من التضحيات التى قدمها أبناء مصر من الجيش والشرطة والمدنيين .

بحق كانت تلك التضحيات كبيرة على كل الإتجاهات والأصعدة .

لم يبخل الشعب المصري فى سبيل تلك القضية المقدسة ووقوفه خلف قيادته الحكيمة ..وعند ذكر ذلك .

لابد أن نرجع للوراء قليلا....إلى ماقبل حرب النكسة فى يوم 5 يونيه سنة 1967م.

ذلك اليوم الحزين والمؤلم والمفجع  الذي إتشحت فيه كل مصر بلا إستثناء  بالسواد وسيطر على الجميع الحزن فى كل بيت بلا إستثناء .وفى كل المساجد والكنائس.فى المدن والقرى والحارات.ودخل الحداد فى كل بيت .....

وبعيدا عن أي شئ .كانت وسائل الإعلام المصرية قبل الحرب مباشرة توحى للجميع أن الحرب عندما تقوم فسوف تكون نزهة لجنود مصر وسيتم القضاء الكامل على الكيان الغاصب الصهيوني .

وعاش الشعب فى حلم جميل.. وسلم فيه ٱذانه وكل كيانه  للإذاعات المصرية والعربية .وصدق الجميع ذلك.وعندما حانت اللحظة المواتية للحرب.كانت البيانات العسكرية التى تذاع للمصريين والعرب مفرحة  جعلتهم يعيشون حلما جميلا بعيدا عن الواقع المرير.وفى أثناء تلك البيانات الغير صادقة  كانت الجيوش العربية تباد عن بكرة أبيها فى سيناء والجولان السورية وباق الأرض الفلسطينية والضفة الشرقية لنهر الأرض.كانت مجازر غير إنسانية ترتكب فى حق الأبرياء على أرض سيناء.

كانت أرض سيناء تشهد الموت الحقيقي  لأبناء الجيش المصري.وجنود الصهاينة يتعاملون معهم بكل أريحية .وكيف لا والطيران المصري قد دمر على الأرض ولم يتسنى له القيام ولو بمحاولة واحدة .وفى الوقت نفسه كان صوت المذيع المصري ( أحمد سعيد ) مازال يجلجل بكلماته الرنانة بأن الجيش المصري على أبواب تل أبيب  وأن طائرات العدو تتساقط فى كل لحظة.. فى الوقت الذي تمركزت فيه القوات الغاصبة الصهيونية على الضفة الشرقية لقناة السويس.

وعندما إتضحت الرؤية وبانت الحقيقة جلية للجميع... إستيقظ الشعب المصري والعربي على فاجعة الهزيمة عندما تناولت وكالات الأنباء العالمية عن المجازر الحقيقية وعن طبيعة الوضع المؤلم على أرض سيناء   التى تقام بحق الجيش المصري.

وتابع الجميع فى مصر البيان الصحفي الذي خرج من مكتب وزارة الدفاع الإسرائيلية بأن قوات الدفاع حازت مجدها بوصفها جيشا ذا حس إنساني وهب (الله) جنوده قيما أخلاقية مميزة مشيرين بأنهم ينددون بأي جرائم وقعت على أرض سيناء من جنود جيش الدفاع الإسرائيلي. يريدون أن يوهمون العالم بأن جيشهم  جيشا من الملائكة المسالمين ... 

وان ما يقال عن المذابح عار من الحقيقة ...كان ذلك مخالفا للحقيقة والواقع المرير.وتكشفت الأمور حيث تم دفن جنود مصريين أحياء وبلا أدنى إنسانية.مرورا بالمجازر التى قام بها مناحم بيجين وزير الدفاع وقائده شارون عندما وضعوا الجنود على الأرض ومروا عليهم بمجنزراتهم حتى إمتزجت أجسادهم بأرض سيناء فرسمت لوحة عن جبروت الإنسان لأخيه الإنسان. تفنن وتلذذ  العدو الصهيوني فى قتل الجنود (بالنابالم الحارق )

وازدهرت فى تلك الفترة بيع الأعضاء وتهافت تجار أوروبا على إسرائيل لشراء الأعضاءالبشرية  للجنود المصريين  .. وبعد سنوات من المذابح ظهرت للعيان تقارير عن مجزرة (الليطرون ) ضد قوات الصاعقة المصرية فى   سنة 1967م.وتحكي تلك التفاصيل أن قوة مكونة من 20 ضابطا وجنديا مصريا وقعوا فى الأسر تم حرقهم أحياء فى القدس مع 60 ٱخرين وأن جثثهم الٱن أسفل حديقة شعبية تسمى (مبنى إسرائيل ) تلك المذابح جعلت الشعب المصري يشتاط غيظا على الكيان الصهيوني.. ويستعدون للجولة القادمة التى يثأرون فيها لأرواح شهدائهم من الجيش والمدنيين فى كل ربوع مصر.واستعد الجميع وكانت اللحظة المواتية فى يوم 6 أكتوبر سنة 1973م التى إستعاد فيها الشعب المصري كرامته وعزته وأرضه .وحققوا مايريدون .وكان ذلك الإنتصار مدويا  لم يصدق العدو قبل الصديق أن تنتصر مصر.وبالسلاح الدفاعي  البسيط.ولكن الأهم ليس السلاح .ولكن بالرجال الذين يقفون ويمسكون بذلك السلاح وبالعزيمة والإرادة والإيمان .إن مصر هى   التى لم تحارب إسرائيل وحدها بل كانت تحارب أمريكا والغرب كله.. فى حين وقفت مصر تلقى بحمم غضبها على الكيان الغاصب لاسترداد ماتم أخذه....وهنا نحتفل بعيد تحرير سيناء ذلك الإحتفال الغالي فى نفوس المصريين .ولقد قامت مصر بثلاثة  حروب... أولا  (عسكرية) أعادت ماتم إغتصابه فى حرب النكسة وقد نجحت فى ذلك. ثانيا  بحرب  (دبلوماسية تحكيمية) لإسترداد مدينة( طابا ) وقد إنتصرت إنتصارا رائعا.ثم ثالثا بحرب (تنموية) أعادت لأرض سيناء لونها ورونقها وجمالها وتنميتها.واليوم يتم تنمية كل شئ على تلك الأرض المباركة .الحجر والبشر والشجر.ولأول مرة يصرف مئٱت المليارات من أجل أن تظهر سيناء للجميع كأجمل واحة على الأرض. وبإنشاء الأنفاق والكباري والمعديات أحدثت طفرة عالية فى تعمير الجنوب والوسط والشمال فى سيناء .وللأسف الشديد فى الوقت الذي خضنا فيه الحروب المتتالية لتحرير سيناء .كان عدونا اللدود يسلط علينا سهامه المسمومة فى صورة الإرهاب ليمنع من تنمية تلك الرقعة الغالية على قلوب المصريين.ولكن الله سخر لمصر جيشا قويا حررها من أيد المغتصبين الصهاينة .وحررها أيضا من بطش خفافيش الظلام الذين أرادوا لها أن تعيش فى ظلام دائم بلا أي تطوير تهيم على أرضها هوام الأرض الذين يعيثون فيها فسادا وإفسادا. كانت مصر تحارب الإرهاب فى الوقت الذي كانت تقيم مشاريع التنمية التى أغضبت اهل الشر من الصهاينة والعملاء الخونة..

وقد قال أحد عتاة الإجرام الصهاينة يوم... (بأن كل أسرة مصرية تقطن فى سيناء تمثل علينا عبئا ثقيلا .)فهل نعي  مايحيكون لنا من أن عيونهم على سيناء فى كل زمان .. طامعين فيها وفى ثرواتها ولن يهدأوا.

ولو أنهم علموا يوما  بضعف جيش مصر لانقضوا  عليه جميعا فيفعلون بسيناء ومصر  وبأهلها العجائب من المجازر والمفاجع.ولننظر إلى دول الحوار العربية والنكسات والتدمير الذي حل بها . ولذلك عندما تسائل البعض لماذا نشتري السلاح بمثل تلك الكميات والتنوع فى كل شئ.؟! فكان الجواب ليرتدع كل من يفكر ولو للحظة واحدة فى أن يمس أمن وسلامة البلاد والعباد.فنحن فى مصر.. جيشنا هو الجيش الوحيد فى المنطقة العربية الذي ظل متماسكا وقويا ومهما فعلوا للنيل منه فإن الله تعالى يسخر لهم من عباده من يفسد تخطيطهم ومكرهم وكيدهم فيجعل مايخططون له للنيل منا فى نحورهم.

عيد تحرير سيناء يوم مشهود له ماعليه ولابد أن نسترجع فيه الأحداث ليعلم الجميع بأن عودة سيناء لم تكن سهلة وأن الدماء والتضحيات لعودتها لم تكن قليلة .وأن الإنتصار العظيم الذي حققه الجيش المصري فى 1973 م هو الإنتصار الوحيد على اليهود الصهاينة فى العصر الحديث.وأن مقولة الجيش الذي لايقهر قد زالت للأبد وأنكسر ذلك الكيان الغاصب وركع تحت أقدام أبناء الجيش المصري .ولكنهم لم ولن ينسوا ذلك أبدا .ويستعدون لنا جيدا وننتظر دسائسهم ومؤامراتهم يوما بعد يوم ونحن لهم بالمرصاد ..وصدق الله العظيم عندما قال .( كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله )

نسأل الله العفو والعافية .وكل عام وشعب مصر بألف خير

google-playkhamsatmostaqltradent