صرخة ثقافية: قصر العقاد بين مطرقة التطوير وحفظ التراث مع البحث عن البدائل
بقلم: أسماء مالك
بين مطرقة التطوير والحفاظ على التراث، يقف قصر ثقافة العقاد في أسوان شامخًا، شاهدًا على تاريخ المدينة العريق. وسط هذا المشهد، تنسج خيوط الجدل حول مصير القصر في ظل التطور العمراني السريع وزيادة الطلب على الأراضي. يواجه قصر ثقافة العقاد الآن خطرًا جديًا، حيث يُعتزم استبداله بمشروع استثماري ضخم. هذا القرار يثير قلق محبي التراث الذين يرون في القصر رمزًا ثقافيًا هامًا لا يجب التخلي عنه. من جهة أخرى، تشير بعض الأصوات إلى أن القصر قديم ومتهالك، وأن استغلاله تجاريًا قد يؤدي إلى تحقيق عوائد مالية كبيرة تعود بالنفع على المدينة. ولكن، هل يعني ذلك التخلي عن تراثنا الثقافي؟ بالطبع، التطوير ضروري، ولكنه لا يجب أن يتم على حساب هويتنا.
لذلك، يجب أن نبحث عن حلول ترضي جميع الأطراف وتحافظ في الوقت نفسه على القصر كرمز ثقافي وتلبي احتياجات المدينة. وهنا تأتي أهمية طرح بدائل للحفاظ على قصر ثقافة العقاد. يمكن تحويل جزء من القصر إلى متحف يعرض تاريخ المدينة وثقافتها، ويضم مجموعة من الأعمال الفنية والتاريخية. يمكن أيضًا تطوير مشاريع ثقافية في المدينة والحفاظ على الهوية، مثل إنشاء مكتبة تراثية وتعليم الفنون والحرف التقليدية. يمكن استغلال القصر في تعليم اللغات وعلوم الحاسوب، من خلال توفير دورات تدريبية على مهارات برمجة الحاسوب وتطوير تطبيقات الهاتف المحمول، بالتعاون مع السفارات الأجنبية والجامعات لتنظيم دورات تعليمية في اللغات وعلوم الحاسوب. يجب أن يكون هذا التحويل مباركًا من الجهات المعنية ويتم توفير الموارد اللازمة لضمان نجاح هذا المشروع الهام.
في الختام، لا يجب أن نختار بين التطوير والحفاظ على التراث بل يجب أن نسعى إلى تحقيق التوازن بينهما. فمستقبلنا يعتمد على فهمنا لماضينا وحفاظنا على تراثنا، وقصر ثقافة العقاد هو أحد أهم رموز هذا الماضي وذلك التراث. لذا، يجب علينا الحفاظ عليه وتطويره، ليكون شاهدًا على حكاية مدينتنا العريقة.
ويبقى السؤال، أي صوت سيسمع؟ هل سيتم الاهتمام بصوت المهتمين بالثقافة أم بصوت المهتمين بالاستثمار؟