ذكريات من زمن فات.. حكاوي فضل(1)
*******************************
قطر ومحطة وسكة حديد
فلنكات وعجلات بتفوت في الحديد
وسكة سفر مشوارها بعيد
مقتبل العمر واسوان عني بلد بعيد وغريب وسحرها عجيب
تؤهت في جمالها وعشقت ناسها
ورمضيت نفسي في احضانها وعشت فيها اجمل سنين عمري.مش يوم وإلا اثنين دول كانوا احلى واجمل عشر سنين.
مع ناس طيبة مايعرفوش العيبة وولاد أصول
عشت مع اهلها الطيبين...افراحهم واحزانهم
وعلى نغمات موسيقاهم واغانيهم وخاصة النوبية تمايلت ورقصت طرباً وفرحا ومشاركا في رسم الفرحة والسرور على وجوه كل من عرفت وتقابلت.
اسوان معشوقتي والنوبة بلاد الدهب محبوبتي...ايوه خدتني الحياة ودوامة العيشة في قاهرة المعز
لكن اسوان الجميلة والقري النوبية ليهم في القلب معزة خاصة.
في فبراير عام 1997م كانت البداية بعد أن تم تعييني بوظيفة معد برامج بالقناة الثامنة باسوان
وكان ذلك بفضل الله وكرمه وجوده ثم بمجهود عمي العزيز الغالي وجد اولادي رحمة الله عليه فتحي فضل عبدالواحد نائب مجلس الشعب بالمنيا لمدة اربع دورات...ساظل ادعو له ما حييت على صنيع عمله ووقوفه بجانبي في مواقف كثيرة...كان بمثابة العم والاب بعد رحيل ابي في عام 1995م
ولا انسي ان اذكر اخي الاكبر قيمة وقامة الحاج فضل والاستاذ خالد فتحي ابن العم الغالي والمخرج الكبير إبن مركز العدوة ا/علاء منسي
هؤلاء الثلاثة كان لتشجيعهم لي بعد عمي فتحي طبعاً عظيم الأثر في خوضي تجربة إعلامية غامضة في بلاد الذهب.. تحتاج لمزيد من التنقيب.
تعالوا نبتدئ الحكاية الاولى...لما ركبت القطر من مغاغة ..المنيا متوجها لاسوان لاول مرة في حياتي.
افتكر يومها تحدثت مع كمسري القطار
مازحاً: اوعي المحطة تفوتني وتنسي تنبهني قبلها.. وقتها قالي نازل فين:قولتله اسوان
ضحك كثيراً حتى ظهرت نواجذه..وقالي: نام براحتك لسة قدامك 15ساعة على الوصول.
كنت وقتها خريج جديد... داخل على حياة عملية جديدة يكتنفها الغموض
بلد بالنسبالي جديدة وعني بعيدة وغريبة
لكن بمجرد سلامة الوصول...ومرور الاسبوع الاول وسط ناسها الطيبين زال كل الغموض وشعرت بالمحبة والالفة وتكيفت سريعاً مع الوضع الجديد
البداية مع السكن في منطقة كوكا وكسر الحجر . وفي الشارع المواجه لمبنى إذاعة وتليفزيون جنوب الصعيد... يعني كان (حربي) العامل بمكتب ريس القناة الثامنةباسوان ا/هاشم غالب
رحمة الله عليه معلمي الاول في مجال الإعلام ياااادوب يعدي الشارع وييجي يخبط على باب الشقة ويقومك من احلي نومة ويقولك اصحي الريس عايزك في شغل.
مفيش موبايلات وقتها...في نوبة صحيان مباشرة واوردر من ريئسك المباشر...ولو جدع خالف واخلف المواعيد.
كنت اضحك في سري واقول إنا إيه خلاني اسكن هنا جنب الشغل ؟؟؟!!!!
وقتها كنت في عالم الموظفين إسمي بالقلم الرصاص يعني لو مكنتش قد الشغل واثبت وجودي يتمسح الإسم وتتلاشيء معالمه من البداية .
هنا تجدر الاشارة الى رفقاء البدايات وخاصة في السكن لان الاستقرار في السكن سيؤدي بالطبع إلي الاستقرار في العمل وخاصة ان شغل الإعداد يحتاج لتركيز وهدوء كي تبدع وتمتع وتقنع
الزميل العزيز إبن محافظتي المنيا الغالي المخرج القدير خفيف الظل والروح منتصر الفولي
الزميل العزيز المحترم خالد شعيب السيناريست وكبير المعدين بالقناة الثامنة
الزميل العزيز رحمة الله عليه
المعد/ ضاحي حماد
الزميل والاخ الغالي عزيز السيد كبير المعدين بالقناة الثامنة سابقا وقناة القاهرة الفضائية قناة مصر الثالثة حالياً
ولا انسي كبير المصورين الفنان المبدع سعيد عبدالعظيم...
والزميل العزيز المعد/جمال الكبير
هؤلاء كانوا رفقاء العمل والسكن
يعني ذكريات...يعني عيش وملح
يعني ايام وسنين لا تعوض ولا تتكرر ولا تنسيء
ايضا من اللحظات السعيدة التي لا توصف.عندما ابلغني الراحل القدير استاذي الفاضل هاشم غالب رئيس القناة... إنه كتب مذكرة مخاطباً وزير الإعلام حينذاك الراحل صفوت الشريف مفادها أن السيد/عبدالواحد محمد فضل عبدالواحد...اجتاز فترة الاختبار ثلاثة أشهر بامتياز ويصلح للعمل الإعلامي وخاصة في مجال إعداد البرامج التليفزيونية بكافة اشكالها
في وقت لم تكن هناك وسائل التواصل الاجتماعي...لم يكن هناك محركات للبحث مثل جوجل وغيرها...كان الكتاب والصحف وقصور الثقافة والمكتبات العامة سبيلنا للحصول على المعلومات لتجهيز الحلقات الخاصة بالبرامج....
في صيف عام 1997م وقع اختياري على شراء كتاب تحت عنوان ( الحياة اليومية في مصر القديمة) للعالم جيمس برستيد
لفت نظري لحبي الشديد لكتب الآثار والتاريخ...وكان هذا الكتاب صادر عن سلسلة كتب لمهرجان القراءة للجميع ذلك المشروع الثقافي القومي العملاق الذي انتشر في كافة ربوع مصر المحروسة في فترة التسعينات من القرن الماضي تحت رعاية السيدة/سوزان مبارك حرم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك.
من هذا الكتاب جاءت فكرة البرنامج الاشهر طوال فترة وجودي في اسوان... برنامج/حياة الاجداد وتناولت من خلاله كافة اوجه الحياة عند قدماء المصريين وصالت وجالت كاميرات البرنامج محافظات اقليم جنوب الصعيد.وتعاملنا مع كافة المعنيين بالآثار في محافظات إقليم جنوب الصعيد المختلفة
لايفوتني هنا ان اذكر بالخير والتقدير والاحترام مخرج البرنامج إبن الاصول استاذي خالد الخطيب...
والمذيع المتألق/ احمد شاهين مساعد رئيس قناة طيبة حالياً قناة مصر الثامنة سابقا
وايضا المذيعة القديرة/شادية مصطفى
وطبعاً كل المصورين الافاضل إللي تعاملت معهم على مدي عشر سنوات...
المبدعون /سعيد عبدالعظيم...سيد يونس... احمد ناجي ..محمد عز ..احمد الفارة...ابراهيم فاروق... رؤوف عبدالحفيظ إبن بلدي الوفي
محمود رفاعي..
محمود شاهين
عبدالمنصف العماري.
مدثر..
احمد جاد الرب
مدام/انشراح
وغيرهم الكثير وعذراً لو نسيت حد...الزهايمر بقا
واذكر بالخير الاخ والصديق والزميل الوفي استاذ اشرف عبدالعال لعشرته الطيبة وتواصله الدائم...
وطالما كان سفرنا سكة حديد...في الروحة والجاية فكل التحية لمسئول حجز التذاكر استاذ شعبان حسن مرعي..كان يحجز لي التذكرة
ويحتفظ بها حتى نلتقي على موعد وصول القطار رقم 88 لمحطة سكة حديد مغاغة
الحديث عن رحلة الحياة ملئ بالاحداث والذكريات الجميلة التي لا تنسئ
اوعدكم إن كان في العمر بقية
سيكون للحديث بقية
واتذكر معكم بعض من هذة الذكريات
ولن يجف مداد قلمي ولن تنضب كلماتي المتواضعة
وستبقى حكاوي فضل ...ما حييت
يكتبها لكم الإعلامي/ عبدالواحد فضل
والله من وراء القصد
وعلى الله قصد السبيل
وهو الموفق و المستعان
ورمضان كريم عليكم اجمعين