recent
أخبار ساخنة

وهم الانتباه/شيفاتايمز









✍مؤمن محمد-مكتب القاهرة 

هل قمت من قبل بالركوب بجوار سائق الحافلة وفي أثناء السير قمت بتنبيه السائق أن هناك رجل ظهر أمام الحافلة؟ ثم يقول لك السائق: المعذرة لم استطع رؤية الرجل فقد ظهر أمامي فجأة! فكيف يكون ذلك؟!! مع أن سائق الحافلة كان يركز جيدًا على الطريق أثناء القيادة.


بالتأكيد لقد رأيت من قبل أن أحد الأمهات تنادي على أطفالها الصغار بصوت عالٍ ولكنهم لا يجيبون، فما الذي يجذب انتباههم لكي لا يسمعوا حتى صوت والدتهم وهي تنادي؟!


قام أستاذا علم النفس بجامعة هارفارد (كريستوفر كابري) و(دانيال سيمون) بتأليف كتاب يدعى الغوريلا الخفية (The Invisible Gorilla).


وكانت التجربة أن يأتوا بفريقين لكرة السلة، يرتدي أحدهم ملابس بيضاء والفريق الآخر يرتدي ملابس سوداء، ويقوموا بتمرير الكرة لبعضهم.


طلب أستاذا علم النفس من الحضور أن يقوموا بعد التمريرات بين لاعبي كرة السلة وبعد انتهاء العرض سألوا الحضور من منكم لاحظ الرجل الذي يرتدي ملابس غوريلا؟!


والمفاجأة كانت أن 50% من الحضور لم يروا الغوريلا أصلاً وهي تمر بين اللاعبين!


وأثناء العرض قام أستاذا علم النفس بتفقد حركة أعين الحضور ولاحظا أن كل أعين الحضور قد رأت الغوريلا ولكن فقط 50% قاموا بإدراك وجودها.


يعني ذلك أن الشخص حينما يحصر انتباهه على أمر معين يصبح أسير تركيزه في هذه اللحظة فلا يرى إلا ما يريد رؤيته فقط، وهي الأمور المعتادة، أما الأمور المفاجئة فقد لا يراها وقد قام العلماء بتسمية هذه الظاهرة بالعمى الإدراكي.


وهذا الوهم يعد أمرًا خطيرًا في وقتنا الحالي وهناك أمثلة كثيرة منها أن الرجل المتزوج إذا كان يرىالعمل فقط هو حياته، فإنه يدمر حياته الزوجية وهو لا يدرك أصلاً ما هو سبب المشكلة. فهو يظن أنه يعمل ويكد ويجتهد من أجل إسعاد أسرته ولكنه لا يدري أنه يدمر حياته بيديه.


تذكر دائماً فهناك من ينطبق عليهم هذا القول (نرى ما لا نريد ونريد ما لا نرى فنفقد قيمة ما نريد ونضيع في سراب ما لا نرى كن حريصًا ألا تفقد قيمة ما ترى).

google-playkhamsatmostaqltradent