تعالوا نعرف أصل الحكاية .... " الموضوع فيه إنّ " / شيفاتايمز
✍️ منى حسن _ مكتب ادفو
لماذا يقول العرب إذا كان في الموضوع شك .... " الموضوع فيه إن" ... ولماذا إن وما هي القصة ... في السطور التالية نعرف اصل الحكاية.
كان في مدينةِ حلَب أميرٌ ذكيٌّ فطِنٌ شجاعٌ اسمه «علي بن مُنقِذ» ، وكان تابعا للملك (محمود بن مرداس) ..
حدثَ خلافٌ بين الملكِ والأميرِ ، وفطِن الأمير إلى أنّ الملكَ سيقتله ، فهرَبَ مِن حلَبَ إلى بلدة دمشق .
طلب الملكُ مِنْ كاتبِه أن يكتبَ رسالةً إلى الأمير عليِّ بنِ مُنقذ ، يطمئنُهُ فيها ويستدعيه للرجوعِ إلى حلَب .
وكان الملوك يجعلون وظيفةَ الكاتبِ لرجلٍ ذكي ، حتى يُحسِنَ صياغةَ الرسائلِ التي تُرسَلُ للملوك ، بل وكان أحياناً يصيرُ الكاتبُ ملِكا إذا مات الملك .
شعَرَ الكاتبُ بأنّ الملِكَ ينوي الغدر بالأمير ، فكتب له رسالةً عاديةً جداً ، ولكنه كتبَ في نهايتها : " إنَّ شاء اللهُ تعالى "، بتشديد النون !
لما قرأ الأمير الرسالة، وقف متعجباً عند ذلك الخطأ في نهايتها ، حيث كلمة " إن " في عبارة " إن شاء الله " لا تحتاج إلى شدة ، وهو يعرف حذاقة الكاتب ومهارته ، لكنّه أدرك فوراً أنّ الكاتبَ يُحذِّرُه من شيء ما حينما شدّدَ تلك النون ! ..
ولمْ يلبث أنْ فطِنَ إلى قولِه تعالى :
( إنّ الملأَ يأتمرون بك ليقتلوك )
ثم بعث الأمير رده برسالة عاديّةٍ يشكرُ للملكَ أفضالَه ويطمئنُه على ثقتِهِ الشديدةِ به ،
وختمها بعبارة : « إنّا الخادمُ المقرُّ بالإنعام ».
بتشديد النون في إنّا ! والصحيح هو بدون شدة .
فلما قرأها الكاتبُ فطِن إلى أنّ الأمير يبلغه أنه قد تنبّه إلى تحذيره المبطن ، وأنه يرُدّ عليه بقولِه تعالى :
( إنّا لن ندخلَها أبدًا ما داموا فيها )
واطمئن إلى أنّ الأمير ابنَ مُنقِذٍ لن يعودَ إلى حلَبَ في ظلِّ وجودِ ذلك الملكِ الغادر .
من هذه الحادثةِ صارَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يقولونَ للموضوعِ إذا كان فيه شكٌّ أو سوءُ نية أو غموض : « الموضوع فيه إنّ » !