recent
أخبار ساخنة

"جبال الموت" / شيفاتايمز








" جبال الموت "


بقلم الكاتبة/ رئيسه  عبدالوهاب 

في قريتي الهادئة بمركز دراو، رائحة الموت تملأ أجواءها الصافية ويطرق أبواب بيوتها بشكل يومي.


البيوت حزينة والأمهات ثكلى والآباء مكلومون وشباب في عمر الزهور يودعون أحلامهم وطموحاتهم التي أغتالها الموت.


لا تخلوا الشوارع من سرادق العزاء ونحيب النساء، الدموع تحتل الأحداق والألم يعتصر القلوب.


في قريتي النائية عن صخب المدينة وضجيجها، شباب يبعون ويرهنون أنفسهم ويتخذون من الجبال دروبا بحثا عن الذهب وترابه. بل الذهب وسرابه، يبحثون عن مصدر رزق لهم وقوت يوم يفكون به أغلال البطالة التي تكبّل أعناقهم وإيديهم المتشققة من قسوة الحياة.


يرهنون ويهنون أنفسهم ويسلكون دروبا ملتوية بحثا عن حفنة من الجنيهات قد ترسم البسمة على ملامح وجوههم التي طبع الزمان عليها بصماته قبل أوانه، فوهبوا أنفسهم للصحراء وجبالها فاحتضنتهم إلى الأبد.


يذهبون بحثا عن العمل وعن الأمل فيعودون محملين في صناديق، ومنهم من تكون الصحراء قبورهم بعد أن تكفنهم برمالها الملتهبة.


فتكون النهاية مؤلمة بكل المقاييس بعد أن يتذوقوا مرارة الشمس وسهامها الحارقة، ومرارة الجوع والعطش والحرمان، وأخيرا يتذوقوا مرارة الموت.


الموت دون الأهل ودون الأصدقاء والأحبة، يموتون بعد أن تسلبهم الجبال كل شيء وتجردهم من كل شيء، تاركين خلفهم قصصا وروايات متشابهة ومتكررة يوميا.


ونتساءل: إلى متى سيظل الموت يحوم حول بيوتنا؟ إلى متى سيظل يقطف ورد وزهور حدائقنا وبساتيننا؟ إلى متى سيظل شباب القرية يتخذون من الجبال بيوتا وشباب المدينة يتخذون قوارب الموت ليعبرون بها إلى العالم الآخر فيكون المصير واحدا إلى العالم الآخر حقا؟


رحم الله من أجبرتهم ظروف الحياة على الخروج منها.










" جبال الموت "


بقلم الكاتبة/ رئيسه  عبدالوهاب


google-playkhamsatmostaqltradent