✍️ عبدالرحمن الليث
الناظر في الواقع المعاصر يرى صراعات شتى، ونقاشات عدة على ما يدور في جوانب هذا الدين العظيم والذي أكرمنا الله به؛ والمتقرر في الناقد الحاذق أن يدرس جيدا ما يود نكشه ونقده أمام الناس، فلا يعقل أن أتحدث عن الماركسية أو العلمانية إلا وعندي بديهيات ما يعبر عنها، وما يفسر لوازمها وقواعدها، وهذا من أسس البحث العلمي المتفق عليها بين جميع البشر على خلاف صنوفهم وطوائفهم، ومع الأسف أغلب من يتحدث عن الإسلام اليوم بموجب الهمز واللمز، قبل موجب الطعن الأصيل، هم بنوه وأفراد منه يدينون بالإسلام في الصورة الظاهرة منه، وفي بواطنهم يخفون ما الله به عليم، فيبدأ الواحد منهم ويتسلق على كل المسلمات والمعاني الدينية بغير وجه معتبر عند أهل الشأن العارفين به، فيبني عليه الطعن في أهل الاختصاص مع التسليم له فيما ينقده لزاما، فنقع في ظنه بين فكي الرحى، وهو غارق في بئر سحيق من الجهل المركب، فيقول لك غربي: إن الإسلام جاء بقتل الناس وتعذيبهم، وسعى وراءهم بالسيف، فكيف يكون سلاما؟!
وآخرون من جلدتنا يقولون: تلك الأحاديث باطلة ومدسوسة على الإسلام؟!
وبغض النظر عن تفسير هذا الحديث الذي نحن بصدده وما علاقته أصلا بالعيد؟!
تعالوا ننظر كيف علمنا الإسلام ذبح البهائم لتعرف جرم جهل هؤلاء بالإسلام، فقد جاء عن النبي ﷺ من حديث ابن عمر قال:
"أمر النبي ﷺ أن تحد الشفار، وأن توارى البهائم"
تخيل أن هذا الدين الذي يدعو لسفك الدماء والقتل، ينهي عن ذبح البهيمة أمام أختها؟!
بل إن العلماء الذين يتهمونهم بالتورط في تقرير القتل، يقولون عند ذبح البهيمة:
١- ألا تصرع بعنف!
٢- ولا يجرها للذبح بعنف!
٣- ولا تذبح بحضرة أخرى!
فكيف يعقل عقلا ومنطقا أن يجيز الإسلام ذبح الناس وقتلهم بإطلاق؟!
هذا إن كان مقصد الحديث كما فهمه هؤلاء المجاهيل؛ أما غير ذلك فهب أن يكون الدين متناقضا، فهل يعقل أن يتناقض بين ورعه في نفس بهيمية لا تعقل، وشدته في نفس تعقل وتدرك، وقد وحرم الله قتلها فضلا عن ذبحها بغير وجه حق؟!
فإن كان العقلاء لا يجتمعون على هذا فكيف بأمة تناقلت هذا الحديث سلفا عن سلف عن نبي مرسل