recent
أخبار ساخنة

اتفقوا على أن لا يتفقوا: قمة الدوحة تكشف عمق الانقسامات العربية

الصفحة الرئيسية




بقلم: رحاب حبشي


في الوقت الذي كانت فيه الأنظار متجهة إلى القمة العربية الإسلامية بالدوحة يوم 15 سبتمبر 2025، على أمل الخروج بقرارات تاريخية تضع حدًا لسلسلة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، اصطدمت الطموحات بجدار الخلافات. القمة التي شاركت فيها 75 دولة عربية وإسلامية جاءت بعد استهداف إسرائيلي مباشر لأراضٍ في قطر، وهو ما أثار الغضب ودفع إلى الدعوة لعقد هذا الاجتماع الاستثنائي.


كلمة السيسي ومقترح القوة العربية


الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ألقى كلمة قوية في قلب القاعة، أدان فيها الاعتداءات الإسرائيلية ودعم الموقف القطري، لكنه لم يكتفِ بالإدانة. فقد قدم مقترحًا عمليًا قد يغير معادلة الأمن في المنطقة: تشكيل قوة دفاع عربية على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو).

المبادرة المصرية أعادت للأذهان محاولات سابقة لبناء مظلة أمنية عربية مشتركة قادرة على مواجهة التهديدات الإسرائيلية وحماية المصالح الإقليمية.


الرفض القطري والإماراتي


لكن، كما جرت العادة، لم تمر الفكرة دون اعتراض. فقد رفضت كل من قطر والإمارات المقترح، مما أجهض إمكانية التوصل إلى اتفاق عربي شامل. الرفض طرح تساؤلات عديدة حول مدى قدرة الدول العربية على تجاوز الحسابات الضيقة وبناء جبهة موحدة أمام الأخطار المشتركة.

فهل جاء الرفض استجابة لضغوط أمريكية واضحة؟ خصوصًا وأن لقاء جمع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب برئيس الوزراء القطري قبل القمة بيومين أثار علامات استفهام؟ أم أن بعض الدول العربية ما زالت تفتقر إلى الشجاعة والثقة في بناء قوة مستقلة بعيدًا عن المظلات الأجنبية؟


الانقسامات العربية.. أزمة مزمنة


قمة الدوحة لم تكن الأولى التي تكشف عمق الانقسامات العربية في مواجهة قضايا الأمن القومي. فعلى الرغم من وحدة الموقف في الخطاب العاطفي والإدانة الإعلامية، يبقى الواقع السياسي متصدعًا.

العالم اليوم يتغير بسرعة، وإسرائيل مستمرة في فرض سياساتها بالقوة، مدعومةً بحليفها الأمريكي. وبينما تُراق دماء الشعوب في فلسطين وسوريا ولبنان، يظل العرب غارقين في خلافاتهم.


قمة الدوحة أثبتت أن اتفاق العرب لا يزال معلقًا بين الشعارات والواقع. فبينما تطرح القاهرة حلولًا عملية لإنشاء قوة دفاعية عربية، يظل غياب الإرادة السياسية عائقًا أمام أي مشروع وحدوي. والسؤال المطروح الآن: هل تستمر المنطقة في دوامة الانقسام والتردد، أم يجرؤ القادة العرب يومًا على اتخاذ قرار يعيد للأمة مكانتها وقوتها؟

google-playkhamsatmostaqltradent