كتبت: أسماء مالك – مدير مكتب أسوان
في الوقت الذي ينتظر فيه الشارع الأسواني انتخابات برلمانية نزيهة تعبّر عن إرادة الناس، فُوجئ الجميع باستبعاد اسم اللواء جودت عبدالجبار من كشوف المرشحين والذي كان رمزه الانتخابي "العقرب"، رغم استيفائه كل الشروط القانونية وتقديمه التقارير الطبية يدويًا بإفادة رسمية من اللجنة.
اللواء جودت، الذي تقدم في آخر يوم ترشح، لم يكن مجرد اسم بين المرشحين.. بل رمز وطني له تاريخ في خدمة الدولة، وسيرة طيبة عند أبناء الجنوب، الذين يرونه صوتهم الحقيقي و"درعهم الواقي" في كل الأزمات.
استبعاده فجّر حالة من الحزن والاستياء والدهشة داخل الشارع الأسواني، حيث تساءل كثيرون:
“هل من المنطقي أن يُستبعد من أفنى عمره في خدمة وطنه، بسبب تقرير طبي تم تسليمه يدويًا بعد إغلاق السيستم؟!”
رد فعله جاء كما عرفه الناس: هادئًا، منضبطًا، وواثقًا في عدالة موقفه، إذ قال:
“قدمت التقرير الطبي يدويًا بعد إغلاق السيستم، وبعلم اللجنة، وتسلموه مني رسميًا ومعايا إفادة بذلك.”
ومع ذلك، يشعر مؤيدوه أن ما حدث لا يمكن تفسيره إلا باعتباره إجحافًا في حق رجل خدم الوطن بصدق ونزاهة وفي حق الشعب البسيط الذي من حقه اختيار صوته.
الشارع يغلي.. والمحبون يعلنون موقفهم
المفارقة أن الدعوات بدأت تتصاعد بين الأهالي على صفحات التواصل الاجتماعي ومجالس القرى:
“لو استُبعد اللواء جودت نهائيًا، مافيش انتخابات بالنسبة لينا.”
كلمات تختصر إحباط آلاف المواطنين الذين فقدوا الثقة في أن صوتهم مسموع. فهم لم يكونوا يرونه مرشحًا فقط، بل رمزًا للكرامة والانضباط والعدل وصوت البسطاء .
اللواء جودت عبدالجبار أصبح اليوم قضية رأي عام في أسوان، ليس لأنه يسعى لمقعد في البرلمان، بل لأنه أيقظ داخل الناس إحساسًا بأن الكرامة لا تُشترى، وأن الدفاع عن العدل واجب وطني.
إذا تم استبعاده نهائيًا، فستكون تلك الخطوة بمثابة صفعة على وجه العدالة الشعبية، وقد تدفع شريحة واسعة من المواطنين إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية، في رسالة صريحة:
“الناس عايزة ممثل حقيقي.. لا اختيار مفروض عليهم.”
فهل تعيد اللجنة النظر؟
أم يُكتب في سجل أسوان أن العقرب، الرمز الشعبي، تم استبعاده ظلمًا ولكن بقي في قلوب الناس أقوى من أي مقعد برلماني؟