recent
أخبار ساخنة

ابو حلاوة في حوار خاص لشيفا تايمز: "نعمل في ظروف صعبة، لكننا ملتزمون بخدمة المواطن .. ولن أسمح بضخ مياه غير مطابقة للمواصفات"







حوار: أسماء مالك في حوار خاص لـ"شيفا تايمز"، يفتح المهندس عامر كمال أبو حلاوة

قلبه للقراء، كاشفًا كواليس توليه قيادة شركة مياه أسوان، ورؤيته لمستقبل الخدمات، وأسلوب إدارته الذي يرتكز على ضمير يقظ وإرادة لا تعرف المستحيل. فمن هو الرجل الذي جاء من الشرقية محمّلًا بخبرات اكثر من ثلاثين عامًا، ليقود شركة في واحدة من أكثر المحافظات تحديًا على مستوى البنية الجغرافية والخدمية؟ س: بدايةً، نرحب بسيادتكم، ونسأل من هو المهندس عامر كمال أبو حلاوة قبل توليه قيادة شركة مياه أسوان؟ ج: أنا مهندس تخرجت في كلية الهندسة، وبدأت حياتي المهنية في مجال المياه والصرف الصحي كمهندس درجة ثالثة، وتدرجت في كل الدرجات الوظيفية حتى أصبحت رئيس قطاع، ثم نائبًا لرئيس مجلس الإدارة، وأخيرًا رئيسًا لمجلس الإدارة. بدأت عملي بمحافظة البحيرة، وعملت بها لمدة 30 عامًا، ثم انتقلت إلى الشرقية، وهي شركة كبيرة تضم 16 مركزًا. الشرقية من المحافظات القديمة جدًا، بنيتها التحتية متهالكة، وكان من الصعب تقديم خدمات جيدة فيها، لكننا استطعنا تحسين الأداء بفضل تطوير العاملين، والتحول الرقمي داخل الشركة. س: وماذا عن التحديات التي واجهتك بعد حوالي أربعة أشهر من تولي المنصب بأسوان؟ وكيف تعاملت معها؟ ج: بالفعل، توليت المسؤولية منذ أربعة أشهر بالضبط، وجئت إلى أسوان في وقت مليء بالتحديات. أسوان لها طبيعة جغرافية صعبة، خاصة مدينة أسوان نفسها. المراكز الأخرى مثل كوم أمبو وإدفو أرضها أفضل نسبيًا، لكن مدينة أسوان جبلية. وهذا يعني ارتفاعات كبيرة، وبالتالي نحتاج إلى إنتاج مضاعف، بالإضافة إلى محطات رفع إضافية لنقل المياه. وهذا بخلاف بقية المحافظات، حيث الإنتاج يذهب مباشرة للمستهلك، أما هنا في أسوان، ننتج ونرفع المياه بتكلفة مضاعفة. أيضًا، نحتاج إلى ضغط المياه بقوة لتصل إلى المرتفعات، وهنا تظهر ثقافة غير صحيحة لدى البعض، حيث يتوقعون أن تصل المياه حتى الطابق السادس بدون مضخات. وهذا غير واقعي، فالمسؤولية في رفع المياه للأدوار العليا تقع على المواطن وليس على الشركة. رفع الضغوط يؤثر سلبًا على الشبكات، خصوصًا أن الأرض صخرية وتحتوي على أوزان ثقيلة تمر فوق المواسير. ومع الضغط العالي، تتعرض الشبكة للقصور والانفجارات يوميًا. نحن نعمل على هذه الأعطال بشكل مستمر. ولو خفضنا الضغوط، ستقل المشاكل، ولكننا نراعي ثقافة الناس، ونسعى لإرضائهم. . س: ما هي المبادئ الأساسية التي تؤمن بها وتعمل بها في إدارتك للشركة؟ ج: أول مبدأ أؤمن به هو أن هذا العمل تكليف من الله لخدمة الناس، وليس مجرد منصب أو مكانة اجتماعية. لذلك أسعى أولًا لإرضاء الله في عملي، وأحرص على رضا العميل عن مستوى الخدمة من جميع الجوانب. أنا أعمل في مجال المياه، وهي حياة، وأنا مسؤول أمام الله عن صحة من يشرب منها، سواء كان طفلًا أو كبيرًا. حين أزور أي محطة، أول ما أفعله هو التأكد من جودة المياه؛ أطلب جهاز قياس الكلور، وأفحص التحاليل، وأتأكد من فعالية أجهزة المعالجة. لن أسمح بضخ مياه غير مطابقة للمواصفات، حتى لو اضطررت لقطع المياه لإصلاح عطل. أتحمل المسؤولية كاملة، فالمواطن البسيط لا يعرف التفاصيل، لكنه يثق أن ما يصله من مياه آمنة، وأنا من أتحمل ذلك أمام الله. س: ما الذي يميز تجربتك في الشرقية مقارنة بتجربتك الحالية في أسوان؟ ج: في الشرقية، التحدي كان في البنية التحتية القديمة جدًا، لكن بفضل جهود الفريق والتطوير والرقمنة، أصبحت الشركة من الشركات الرائدة. أنشأنا نظامًا رقميًا كاملاً؛ يتم تسجيل حركة الموظف منذ دخوله وحتى خروجه، وكل خدمة تتم متابعتها بدقة. حتى مركز الاتصال 125 أصبح أداة فعالة، إذ يستطيع المواطن الآن الإبلاغ عن أي مشكلة، وتتم متابعته حتى التأكد من حلها، مع توثيق مدة تنفيذ الخدمة. س: في سياق هذا الحديث دعني أسأل في ظل هذا التحول الرقمي الذي يشهده قطاع المياه في مصر، ما نصيب شركة مياه أسوان من التكنولوجيا والأتمتة؟ وهل بدأت ملامح هذا التحديث تظهر في الخدمات المقدمة؟ ج: التكنولوجيا لم تعد رفاهية، بل ضرورة، ونحن نسير في هذا الاتجاه بخطى متسارعة. بدأنا بالفعل في إدخال الأتمتة في عدد من المحطات، ويتم حاليًا الربط بين مراكز التشغيل ومركز التحكم الرئيسي إلكترونيًا. كما نقوم بتحديث أنظمة القراءة والتحصيل لتقليل الاعتماد على العنصر البشري، وضمان الدقة والشفافية. نعمل على تطوير مركز خدمة العملاء ليواكب معايير الجودة الرقمية، وسوف نُفعّل خدمات الكشف الالكتروني عن الأعطال حسب الاستهلاك كي نكون قريبين من المواطن في كل وقت. نطمح إلى أن تصبح أسوان من أوائل المحافظات التي تحقق التحول الرقمي الكامل في قطاع المياه، رغم التحديات الجغرافية والفنية. س: نود أن نتعرف على القرارات التي اتخذتها منذ توليك مهامك هنا في أسوان. كيف استطعت بناء الثقة بين الشركة والعاملين بها؟ ج: "في البداية، لا يمكننا اختصار العملية في قرار واحد فقط. هو مجموعة من القرارات التي اتخذناها لتعزيز الانتماء لدى العاملين، حيث يجب أن يشعر الجميع بأن هذه شركته، وهي مكان عمله الذي يؤمن له مصدر رزقه. بناءً على ذلك، كان من الضروري أن يحصل العاملون على رضاهم ليس فقط لتحسين بيئة العمل ولكن أيضًا لكي يعززوا ولاءهم للشركة. س: ما هي اهم المحاور الاساسية لتحسين جودة المياه؟ ج: أحد المحاور الأساسية في خطتي هي التحسين المستمر للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي، خاصة في المناطق التي كانت تعاني من ضعف في الخدمة مثل جبل شيشة، حيث عملنا على تحسين كفاءة المحطات وتطوير مضخاتها وفلاترها. هذه التحسينات كان لها تأثير مباشر على سكان أسوان وأدت إلى تحسين الحياة اليومية لهم، وهو ما أكسبنا مزيدًا من الثقة من المواطنين." س: إذاً، يبدو أن التركيز كان على تحسين البنية التحتية، هل يمكن أن توضح لنا أكثر عن الخطط المستقبلية التي تسعى لتنفيذها في أسوان خاصة في قطاع المياه والصرف الصحي؟ ج: "بالطبع، هناك خطط طموحة للاستفادة من المبادرات الوطنية مثل حياة كريمة التي تساهم بشكل كبير في تحسين الأوضاع في أسوان، وتحديدًا في القرى والمناطق النائية مثل كوم أمبو وإدفو. من خلال هذه المبادرة، تم خدمة 100 قرية بمرافق المياة والصرف صحي. نحن نهدف إلى أن نكون قد انتهينا من معظم الأعمال بحلول 30 يونيو، وبالتأكيد، نبذل جهدًا كبيرًا لضمان أن يتم الانتهاء من كافة المشاريع حتى وإن تأخرت بعض التفاصيل قليلاً. فيما يخص أبو الريش، هذه المنطقة تشهد بالفعل بعض التحديات بسبب طبيعتها الجغرافية، فإننا حريصون على توفير حلول مبتكرة لحماية المنازل من أي تأثيرات قد تطرأ بسبب النظام الجديد للمياه. أحد الحلول التي نعمل على تنفيذها هو رفع مستوى التخزين في الخزانات التي تغذي المنطقة لضمان عدم تأثر المواطنين." س: كيف يتم التعامل مع الشكاوى التي ترد إليكم من المواطنين؟ وهل هناك نظام متابعة فعال لضمان حلها بشكل سريع؟ ج: "نعم، لدينا نظام متابعة دقيق للشكاوى. عندما يتم استلام شكوى من أي مواطن عبر صفحتنا أو أي وسيلة أخرى، يتم تحويلها مباشرةً إلى الموظف المختص الذي يتابع الشكوى شخصيًا مع العميل. لدينا طاقم فني دائم في الميدان للتأكد من حل المشكلة بشكل واقعي وفوري. لا نتوقف عند مجرد تلقي الشكاوى، بل نتأكد من أنها تُعالج بشكل صحيح. وفي حال وجود أي أزمة أكبر، يتم التواصل المباشر معي شخصيًا للتأكد من حلها في أقرب وقت ممكن." س: في رأيك، ما هي أبرز التحديات التي قد تواجهها خلال الفترة القادمة في أسوان، وكيف تنوي التغلب عليها؟ ج: "أكبر التحديات التي تواجهنا هي الاستمرارية في تقديم خدمات المياه والصرف الصحي بكفاءة عالية لجميع المواطنين، خاصة في ظل الضغط الكبير من مشروعات البنية التحتية الحالية. لكن بفضل دعم القيادة السياسية، خاصة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ودعم وزارة الإسكان وقيادات الشركة القابضة والمحافظة والتعاون مع هيئة مياه الشرب والصرف الصحي، نحن قادرون على المضي قدمًا. سنستمر في العمل بوتيرة سريعة لضمان تقديم هذه الخدمات بشكل مستدام، مع التركيز على التحديث المستمر للبنية التحتية." س: ما أبرز المحاور التي شملتها خطتكم العاجلة لتحسين الخدمة؟ ج: وضعنا جدولًا زمنيًا واضحًا وموردا ماليًا للتركيز على استدامة الخدمة. أهم محور هو تطوير منظومة جبل شيشة، والتي تمثل 75% من تغذية مدينة أسوان. تشمل المنظومة محطة رئيسية، ورافعات، وخزانات، وخطوط انحدار، وصولًا للمناطق المستهدفة كالمحمودية والصداقة وطريق السادات. ركّزنا على تغيير المضخات والفلاتر داخل المحطة، ورفع كفاءة الإنتاج بالجودة المطلوبة. كما أنجزنا العمل في خزانات الصداقة الثلاثة ورافعة حي المتيز بالعقاد، والتي تساهم في وصول المياه للأدوار العليا حتى السادس، وقد دخلت هذه المنظومة الخدمة بشكل منتظم. س: ماذا عن المشكلات المؤقتة، مثل أزمة الصرف بقرية بلانة؟ ج: كانت هناك مشكلات بالفعل في طلمبات الصرف وبعض الأعطال، لكن تم إصلاحها خلال الأسبوع الحالي، وتم تشغيل الطلمبات المتوقفة، وأرسلنا طلمبة احتياطية إضافية سيتم تركيبها خلال أسبوعين، بما يضمن استمرارية الخدمة دون انقطاع. س: ما هي رؤيتكم لمستقبل شركة مياه الشرب في أسوان؟ ج: رؤيتي أن تصبح الشركة نموذجًا في الشفافية والكفاءة والارتباط الحقيقي بالمواطن. نريد أن يشعر المواطن أن هذه المرافق العامة تعمل من أجله، وأن العامل داخل الشركة يعتز بوظيفته، ويؤديها بأمانة. هذا هو التحدي الحقيقي، وهو ما نعمل على تحقيقه يومًا بعد يوم. س: في الختام، ماذا تود أن تخبر مواطني أسوان حول المرحلة القادمة؟ ج: "أريد أن أطمئن الجميع أن المرحلة القادمة تحمل الكثير من الخير لأبناء أسوان. نحن نعمل بلا توقف لتطوير بنية أسوان التحتية وتحسين جودة الحياة للمواطنين. وبفضل الله، جميع المشاريع في طريقها للانتهاء في التوقيت المحدد، وسنواصل بذل الجهود لتحقيق راحة المواطنين من خلال توفير مياه آمنة وبيئة صحية. لدينا التزام كامل وأرجو من الجميع التحلي بالصبر والهدوء لاننا نعمل علي تحسين الخدمات وتطويرها بشكل مستدام، وكل خطوة نخطوها تهدف إلى بناء مستقبل أفضل لأسوان . في نهاية هذا الحوار لا يسعني إلا الشكر لحضرتك مع تمنياتي بالتوفيق ونتمنى من حضرتك مزيد من التعاون من أجل المواطنين. وفي الختام مضى الحوار مع المهندس عامر كمال أبو حلاوة في سرد تفاصيل مسؤولية ثقيلة ورؤية واضحة لمستقبل أكثر إشراقًا في خدمات مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان. هو لقاء لم يخلُ من المصارحة، ولامس هموم الشارع، فخرجنا منه بصورة لمسؤول لا يتهرب من التحديات، بل يواجهها بكل عزم. حتى نلتقي في حوار قادم، يبقى الأمل في أن تصل كل نقطة ماء نظيفة إلى كل بيت بأسوان، ثمرة جهد مخلص، وإدارة واعية.
google-playkhamsatmostaqltradent