رسالة ماجستير للدكتور أحمد عدوي تناقش الأثر المتبادل بين النظريات العلمية والإلحاد في ضوء الفكر الإسلامي
حسين السمنودي
شهدت كلية دار العلوم بجامعة المنيا صباح يوم الأربعاء الموافق 4 يونيو 2025 مناقشة رسالة ماجستير متميزة للباحث أحمد حسن إسماعيل علي عدوي، تحت عنوان: "الأثر المتبادل بين النظريات العلمية والإلحاد: دراسة في ضوء الفكر الإسلامي"، وهي من الرسائل العلمية الجادة التي تمثل محاولة فكرية رصينة لربط الواقع المعرفي العلمي المعاصر بموقف الفكر الإسلامي من قضايا الإلحاد والتفسير الكوني.
تناولت الرسالة قضية من أكثر القضايا الفكرية تعقيدًا وتشابكًا في العصر الحديث، وهي العلاقة بين النظريات العلمية الحديثة - التي أبهرت العالم في ميادين الفيزياء والفلك والأحياء - وبين موجات الإلحاد التي استخدمت تلك النظريات ذريعة للإنكار أو الشك في العقيدة والدين. وقد ركّز الباحث على تقديم قراءة فلسفية ومنهجية تُظهر كيف أن التفاعل بين العلم والإلحاد ليس حتميًا، وإنما مشروط بتفسيرات وتأويلات قد تُوجَّه علميًا أو أيديولوجيًا، وهو ما يجعل من الفكر الإسلامي ميدانًا واسعًا لتقديم رؤية متوازنة وعقلانية.
جاءت لجنة المناقشة مكونة من نخبة من الأساتذة والمتخصصين، وهم الأستاذ الدكتور السيد محمد سيد عبد الوهاب رئيس قسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم – جامعة المنيا، ورئيس اللجنة ومشرفًا ومناقشًا، وهو أحد أبرز المتخصصين في الفلسفة الإسلامية، وصاحب إسهامات علمية كبيرة في مجال الدراسات الفكرية المقارنة. كما شارك الأستاذ الدكتور عادل عبد السميع عوض، أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب – جامعة المنصورة، كمناقش خارجي، وقد أثرت مداخلاته النقاش بتفكيك فلسفي عميق للطرح الذي قدمه الباحث. وشارك أيضًا الأستاذ الدكتور محمد سلامه عبد العزيز، رئيس قسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم – جامعة المنيا، كمناقش داخلي، حيث قدّم نقدًا علميًا ومنهجيًا للرسالة مع إشادة واضحة بمنهجية الباحث ودقته في معالجة المفاهيم العلمية والفكرية. كما كان للدكتور حسن أحمد عبد اللطيف، مدرس الفلسفة الإسلامية وممثل لجنة الإشراف، دور محوري في توجيه الباحث خلال رحلته البحثية، وقدم كلمة مهمة عن الجهد المبذول في إعداد الرسالة.
أقيمت المناقشة في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا، بقاعة المناقشات بكلية دار العلوم، وسط حضور أكاديمي وعلمي متميز، ضم عددًا من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والمهتمين بالشأن الفلسفي والديني.
تبرز أهمية هذه الرسالة في كونها تفتح مجالًا للحوار العقلاني بين العلم والدين، بعيدًا عن النزاعات العقائدية الجامدة أو المواقف الإلحادية المتطرفة، حيث استطاع الباحث أن يستعرض أبرز النظريات العلمية المعاصرة مثل نظرية الانفجار العظيم والتطور والداروينية، ويحلل كيف تم توظيفها في خطابات الإلحاد المعاصر، ثم قدم ردودًا عقلية مستندة إلى أصول الفكر الإسلامي ومنهجيته العقلية والروحية. وتُمثل هذه الرسالة إضافة حقيقية للمكتبة العلمية الإسلامية، كما تدعم الجهود الرامية إلى تأصيل فلسفة علمية إسلامية تنطلق من الفهم العميق للعلم دون الانجرار خلف المادية المطلقة.
رسالة الباحث أحمد حسن إسماعيل علي عدوي تعد نموذجًا لما يجب أن تكون عليه الدراسات العليا: عمقًا وتحقيقًا وارتباطًا بالقضايا الحية التي تمس وجدان الأمة وعقلها. ويُنتظر أن تُطبع هذه الرسالة قريبًا لتكون مرجعًا للباحثين والمهتمين بالفكر العلمي والديني على السواء.
وفي الختام، يتقدم الكاتب الصحفي حسين السمنودي بخالص التهنئة للباحث أحمد حسن إسماعيل علي عدوي لحصوله المستحق على درجة الماجستير، متمنّيًا له دوام التوفيق والتألق في مسيرته العلمية والبحثية القادمة.