recent
أخبار ساخنة

كيف ينام النتن ياهو؟/شيفاتايمز

شيفاتايمز SHEFATAIMS
كيف ينام النتن ياهو؟

 حسين السمنودي

كيف ينام بنيامين نتنياهو؟ كيف يغمض عينيه وهو يعلم أن تحت كل ركام في غزة طفلًا يسحق، وأمًّا تصرخ، وجسدًا يتمزق؟ كيف يستسلم لوسادته، ولا زال صدى بكاء الأحياء بين الأنقاض يتردّد في السماء؟
 أي قلب ذاك الذي لا تهزه صورة أم تضم أبناءها الثلاثة وقد تحولوا إلى أشلاء؟
 وأي عقل لا يصرعه منظر الأطفال الذين فقدوا كل شيء حتى اللعب الصغيرة التي كانت تملأ زوايا بيوتهم؟
وكيف يغمض له عين وهو يرى أم تحتضن أبناءها العشره وهم محروقين ؟
يُقال إن ضمير الإنسان هو الحارس الوحيد لنومه، فإن صحا الضمير نام الجسد مطمئنًا، وإن مات الضمير نام الجسد متوسدًا الدماء. ونتنياهو، الذي يتنقل بين قاعات المؤتمرات وخنادق الدمار، يمضي لياليه بين المبررات الكاذبة والأساطير الملفقة، متوهمًا أن ما يفعله هو "دفاع عن النفس"، بينما الحقيقة تصرخ في وجوه العالم: هذه إبادة جماعية!

في غزة، لا أحد ينام. السماء لا تهدأ، والقصف لا يرحم، والمستشفيات امتلأت حتى أروقتها بالجثث والمصابين. أطفال يولدون تحت النار، وآخرون يموتون جوعًا وعطشًا داخل حضّانات بلا كهرباء. نساء ينزفن بصمت، شيوخ يُقصفون وهم يصلون، أسر كاملة تُمحى من السجلات المدنية. والمجرم؟ ما زال يعتلي المنابر، يتحدث عن "محاربة الإرهاب"، وكأن الطفل الذي قُتل كان يحمل صاروخًا، أو الجنين الذي استُخرج من رحم أمه الميتة كان يهدد أمن إسرائيل.

أي عقل بشري يحتمل هذا القدر من البشاعة؟ أي إنسان، مهما كانت ديانته أو عقيدته، يمكن أن يبرر تدمير المدارس، قصف الكنائس والمساجد، قتل الصحفيين والأطباء، تدمير الأحياء السكنية على من فيها؟
 العالم يرى ويسمع، لكن العيون متواطئة، والضمائر ميتة، ومنابر الإنسانية صارت خرساء أمام صوت المال والسلاح.

يا نتنياهو، كيف تنام؟ 
ألا يأتيك كوابيس من وجوه الأطفال المذبوحين؟ 
ألا ترتجف يدك حين توقع أمرًا بقصف بيت؟ ألا تسمع في نومك صرخات الأمهات ونداءات الأيتام؟
 ألا تعلم أن من نام على جثث الأبرياء، سيصحو يومًا على محكمة التاريخ، التي لا ترحم؟

غزة، رغم الألم، تقاوم. ورغم الدم، تصمد. وكل مجزرة لا تزيدها إلا صلابة، وكل شهيد لا يزيدها إلا إيمانًا بأن هذا الظلم لن يدوم. سينكسر الطغاة، ويُكتب في كتب الأجيال القادمة أن الطائرات التي ملأت السماء نارًا، لم تقتل روح فلسطين.

لكن السؤال يبقى معلقًا فوق رأس المجرم: كيف تنام، يا نتنياهو؟
google-playkhamsatmostaqltradent