حسين السمنودي
في ظل المتابعة الدقيقة والتوجيهات الحكيمة التي يوليها الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والتي تستهدف ترسيخ الانضباط المهني، وتكريس منهج الوسطية في العمل الدعوي، شهدت مديرية أوقاف القاهرة صباح الثلاثاء 13 مايو 2025م، اجتماعًا موسعًا ومهمًا عقده الدكتور خالد صلاح الدين، وكيل الوزارة مدير المديرية، مع مديري الإدارات الفرعية، بحضور الدكتور سعيد حامد مبروك، مدير الدعوة، والدكتور منتصف عبد المهيمن، مدير الإدارات.
جاء الاجتماع ليؤكد على حتمية العمل بروح الفريق، وأهمية المرحلة المقبلة التي تستدعي تضافر الجهود ومضاعفة الأداء من أجل الارتقاء بمستوى الدعوة، وخدمة بيوت الله على الوجه الذي يليق بقداستها. وقد شدد الدكتور خالد صلاح على أن الانضباط الإداري ليس ترفًا تنظيميًا، بل هو حجر الزاوية لضمان سلامة العمل الدعوي وانتظامه، وأن كل من يعمل في حقل الدعوة لا بد أن يكون قدوة في السلوك والانضباط والتفاني، متسلحًا بالعلم والخلق والقدرة على التفاعل مع الواقع بروح إيجابية واعية.
وقد أبرز فضيلته الدور المحوري الذي تضطلع به مديرية أوقاف القاهرة في تنفيذ سياسات الوزارة، والتي تعكس مدى وعي القيادة الدعوية والإدارية بالميدان. فالقاهرة ليست مجرد محافظة كباقي المحافظات، بل هي العاصمة النابضة بالحياة والتنوع، مما يستدعي جهداً مضاعفاً وحضوراً دعوياً مكثفاً ومؤثرًا. وهنا يظهر تميز أداء المديرية بقيادة الدكتور خالد صلاح الذي يتابع عن كثب كل كبيرة وصغيرة، ويحرص على النزول الميداني، والاستماع للأئمة والقيادات، وتذليل العقبات التي تواجه العمل الدعوي والإداري.
كما لا يغيب عن المشهد الدور النشط والدؤوب للدكتور سعيد حامد مبروك، مدير الدعوة، الذي لا يترك منبرًا إلا حضره، ولا فعالية دعوية إلا وكان حاضرًا فيها بروحه العالية وهمته الواضحة، مؤكدًا أن الدعوة مسؤولية ورسالة وليست وظيفة روتينية. وتشهد الفترة الأخيرة نشاطًا واسعًا لقوافل الواعظات بالقاهرة، ومشاركات فعالة في الندوات الجماهيرية، والمدارس، والجامعات، والمستشفيات، ومراكز الشباب، وهي جهود تُحسب لقيادة الدعوة بالمديرية، وتعبّر عن توجه الوزارة نحو تعميق الوعي الوطني والديني بأسلوب عصري راقٍ.
وفيما يخص الجانب الإداري، فإن المتابعة الحثيثة التي يقودها الدكتور منتصف عبد المهيمن تؤكد أن الضبط الإداري لا يقل أهمية عن الضبط الدعوي، فالانضباط الإداري هو البنية التحتية التي تنطلق منها كفاءة الأئمة وانتظام العمل بالمساجد، وتسيير الأمور وفق التعليمات الوزارية، ومراقبة الأداء من خلال تقارير دورية واضحة وصريحة.
وخلال الاجتماع، تم التطرق إلى مشروع صكوك الأضاحي، باعتباره واحدًا من أهم المشروعات القومية التي تنفذها وزارة الأوقاف بتنسيق محكم بين الدعوة والعمل الخيري. وقد شدد الدكتور خالد صلاح على ضرورة بذل أقصى الجهود للتوعية بأهمية المشروع، وبيان أبعاده الدينية والمجتمعية، ودوره في إيصال الخير لمستحقيه بصورة كريمة ومنظمة، تعزز من ثقة المواطن في دور الأوقاف، وتجعله شريكًا في عمل الخير الهادف.
واختتم اللقاء برسالة واضحة وصارمة، أن المرحلة القادمة لا مكان فيها للتراخي أو الإهمال أو التهاون، وأن المديرية ستتابع جميع الإدارات بكل دقة، وستكون هناك وقفات حاسمة مع كل من يُثبت تقصيره، مقابل تحفيز وتكريم كل مجتهد ومتميز، إيمانًا بأن التقدير حق، والعمل المخلص يستحق كل إشادة.
إن ما تشهده مديرية أوقاف القاهرة اليوم من يقظة دعوية وإدارية، يبرهن على أن القيادة الحالية عازمة على إحداث نقلة نوعية في العمل الدعوي بالعاصمة، قائمة على الجد والانضباط، متسلحة بروح الفريق، ومستمرة في حمل رسالة الأوقاف بروح عالية، وعقل مستنير، وضمير وطني وديني حي.